جريدة الأخبار – الأربعاء 18 أغسطس  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (5)

كيف نتحدث عن مدينة وقرية جميلة ونحن نعانى من انتشار سرطان العشوائيات وآثار الكوارث والسيول التي تحدث دوريا ؟ ... ومع كل حدث وكارثة تطالعنا الصحف وأخبار وحوارات الفضائيات بعناوين وأحاديث مكررة وتصريحات مستهلكة عن حصر العشوائيات وإزالة العشوائيات الأكثر خطورة ، وإعداد خرائط لمجرى السيول ومراكز للتنبؤ بها وإعداد فوري لمساكن إيواء وزيارات لمسئولين وأحاديث للبعض الآخر (الذي يترفع عن الزيارات الميدانية) ... مشهد متكرر لمجتمع يتخبط بين التخطيط والعشوائية ، والعلم والفوضى ، والانضباط والتسيب ... ويتساءل البعض لماذا يتم التعامل مع كل مشكلة كما لو كانت جديدة ؟ أو أنها لم تتكرر ؟ ولم تحدث من قبل ؟ ... هل نتذكر كمجتمع ما حدث في كوارث السيول في الصعيد والبحر الأحمر وسيناء ؟ وما تقرر آنذاك بشأنها ؟ هل نذكر ما حدث في كارثة الدويقة وما تقرر آنذاك ؟ هل نذكر ما حدث في كوارث الزلزال وما تلاها من خطط وبرامج ؟ ... هل نحن مجتمعات بذاكرة ؟ هل لدي حكوماتنا المتعاقبة ملفات الحكومات السابقة ؟ ... لدينا منذ التسعينات معلومات وخرائط تفصيلية ودقيقة عما يلي ... أولا : كافة العشوائيات في كل المحافظات المصرية وكافة المعلومات الدقيقة عنها ، وثانيا : لدينا معلومات تفصيلية وخرائط جغرافية عن ممرات السيول وخطط التغلب عليها ، ثم تلي ذلك أنشاء صندوق وجهاز يهدف إلي تقليص العشوائيات والقضاء عليها ... فهل هناك أمل في الحد من انتشارها ونموها السرطاني ... التغلب على العشوائيات وكوارث السيول يتطلب علم ومعلومات وذاكرة ... ولدينا العلم ولدينا المعلومات وأرجو ألا نكون قد فقدنا الذاكرة ... والسؤال الجوهري لمصر والمصريين هو كيف نتقدم مع وجود العشوائيات ... بدقــة شديدة يجب علينا حصارها ومنع زيادتها والحد من انتشارها ، وعلى التوازي بناء مصر (الجديدة) التي تستوعب الزيادة في المصريين عبر الزمن بآمالهم وطموحاتهم في عمل وحياة كريمة ... إذا لم نستوعــب جزء منهم سيتوجهوا حتما إلى العشوائية في المكان ، والحياة ، والعمل ، والفكر ، والثقافة ... وسنعانى مع الزمن أضعاف ما نراه على الساحة الآن في الطريق وفي الأعلام وفى كل مجالات الحياة من انعكاسات لعشوائيات المجتمع وما تفرزه وما تضيفه ... أدعو المسئولين عن التعمير في مصر لقضاء يوم في الأسبوع في عشوائيات مصر للإحساس بمعاناة جزء أكبر من المجتمع ... فهل يمكن أن نضع المخطط الإستراتيجي لمصر حتى عام 2050 يبدأ برؤية وأهداف إستراتيجية بمحاور ومجالات وإطار للتنمية الشاملة ... الرؤية تقترح أنه " بحلول عام 2030 تنتقل مصر من دولة نامية إلي دولة متقدمة متكاملة إقليميا ومندمجة عالميا " وملامحها الرئيسية (1) دولة آمنة ، (2) اقتصاد كفء قادر على المنافسة ، (3) بمجتمع ديمقراطي متكامل اجتماعيا ، (4) دولة ذات ريادة إقليمية وتأثير دولي ... أين المكان والأرض وحياة الإنسان من هذه الرؤية ... ؟ هناك فلسفة ومقترحات مختلفة حول تنفيذ هذه الرؤية أحداهما بفلسفة النقلة النوعية وهو أعداد خريطة لمصر (جديدة) بمدن وقرى يتكامل معها الحالي ، ووجهة النظر الأخرى (للأسف هي المطروحة) هو تطوير البنية التحتية بفلسفة التحسين التدريجي لما يمكن تحسينه ... وينتج عن ذلك بالطبع – مع الزمن - فجوة كبيرة بين ما يمكن أن تقوم به الحكومات وبين احتياجات المجتمع ... والنتيجة عشوائيات تزداد عددا وسكانا وتتفاقم مشاكلها وتنتقل من حكومة لأخري ... ويدفع المجتمع والوطن ثمن ما لا تقوم به الحكومات المتعاقبة ... وللحديث بقية .


  541
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 25 أغسطس  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (6)
قضية السكان هي أساس قضية الإسكان والعمران ... بل هي محور قضايا التقدم والتنمية والحياة ... الزيادة في السكان تعنى زيادة في الطلب ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 18 أغسطس  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (5)
كيف نتحدث عن مدينة وقرية جميلة ونحن نعانى من انتشار سرطان العشوائيات وآثار الكوارث والسيول التي تحدث دوريا ؟ ... ومع كل حدث وكارثة ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 11 أغسطس  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (4)
بالعلم والفكر تتقدم الأمم ... هل لمدن وقرى مصر نسق وشكل عام يوصفها ويميزها ؟ ... وهل تعلم أنه أصبح لدينا أخيرا نظام للتنسيق الحضار ...
 صفحة:  <<السابقة 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©