جريدة الأخبار – الأربعاء 29 سبتمبر  2010
مدينة أجمل ... وحياة أفضل (10)

ما هو متوسط دخل المصريين عام 2050 ؟ هل سيكون ألفين دولار أم خمسة الآف أم عشرة الآف دولار أم عشرين الف دولار ... سؤال يمكن أن يجيب عنه الزمن ... أو أنه يمكن أن يحدده أهل العلم والخبرة والممارسة ... دخل المصريين عام 2050 هو هدف يصنع ... ولتحقيقه يجب أولا صياغته ... فما هو الهدف ؟ ومن الذي سيصيغ هذا الهدف ؟ ... وهل هو مسئولية وزير أم حكومة ؟ هل هو مسئولية حزب أم مسئولية مجتمع ؟ ... وهل يصاغ في حجرات مغلقة أم أنه هدف شعب ... أريد مصر أن تكون دولة متقدمة منافسة عالميا في عام 2050، وأن تكون من دول الـ OECD ، بل أريدها قبل ذلك أن تكون من العشرة الأوائل في بعض المجالات ... مثلا أريدها – ونستطيع – أن تكون من أفضل عشرة دول العالم في التعليم في 15 عاما ... وفي السياحة خلال 5 أعوام ... وهكذا وبالمثل في كل قطاع من قطاعات التنمية ... وفي كل تحدى من تحديات الزمن ... فما هي أهدافنا الاقتصادية عام 2030 وعام 2050 وكيف سنحققها ؟ ... هل ممكن أن نكون من أفضل عشرة دول في السياحة علي مستوي العالــم ؟ ... هل ممكن أن نكون أحد أهم عشرين دولة صناعية علي مستوي العالم ؟ ... هل ممكن أن نكون من أفضل عشر دول تجارية علي مستوي العالم في عشرين عاما ؟ ... وهذا يدفعنا للتساؤل أين وكيف سنحقق النمو الاقتصادي ؟ مثلا ما هو حجم ونوع الإنتاج الاقتصادي لشمال غرب مصر (الإسكندرية – السلوم) وما هو متوسط دخل الفرد (التقريبي) في هذه المناطق ... وهل سيتم التفكير العميق في ذلك أم أننا سنعالجه سطحيا هل يمكن النظر لهذه المنطقة ككاليفورنيا مصر ... هل ممكن أن نتصور أن يكون هناك شريط فندقي ومناطق سياحية مثل شرم الشيخ بطول الساحل وفي مناطق منها العلمين ورأس الحكمة ومطروح وسيدي براني والسلوم شريط زراعي بعمل 40 إلي 50 كم يروي مثل الرومان علي الأمطار وبالتنقيط ؟ ... هل يمكن أن نتصور أن نبني مدينة صناعية كل 50كم وفي عمق 50كم جنوب الساحل ... هل يمكن أن نتصور أن نبني مدينة جامعية كل مائة كم وبعمق خمسة كيلومترات بحيث يتم استغلال أفضل للحائط الأسمنتي للقري الصيفية الغير مستغلة اقتصاديا والذي يمثل أكبر جريمة ارتكبت في حق التنمية في مصر حيث أنه لا يدر حاليا عائدا يصل إلي واحد بالمائة من الاستثمارات التي وضعت فيه ... هل من الممكن أن نتبني مفهوم البحر لكل المصريين وليس لتعدي بعض الملكيات الخاصة علي حرم الشريط الساحلي بطول ألف كم ... البوابة الغربية لمصر هي دلتا جديدة بها زراعة وصناعة وسياحة وتعليم وخدمات ... يمكن أن تكون كاليفورنيا مصر ويمكن أن تكون عشوائية أخري إذا استمرت علي ما هو عليه فكيف نراها ؟ ... وكيف يراها الفنان ؟ ... وكيف يراها المخطط والمعماري والاقتصادي وعالم الاجتماع والبيئة كيف يراها العسكري وكيف يراها الزراعي والسياحي والأثري ... كيف يراها الطفل والشاب والمرأة ... كل هؤلاء لهم كلمة ورؤية وحلم ... وتحويل حلم مصر لصنع التقدم والنماء الاقتصادي والإطار الاجتماعي له... رخاء المجتمع هو هدف يسعى له الوطن ... يصاغ ويصمم ويصنع وينفذ ... بالعلم والعمل الجاد والعزيمة ... وللحديث بقية .