جريدة الأخبار – الأربعاء 26 مايو
2010 الأولويات ... بين التغيير والإصلاح(10)
مصر التقدم هى مصر العلم ... ومصر النهضة هى مصر العلماء ... هل يمكن بناء قاعدة عصرية من العلماء والقادة ؟ ... أهم أولويات مصر هو بناء قيادات علمية وعملية ... هذه مسئولية أمة ... حكومة ، وقطاع أعمال ومجتمع مدنى ... هى مسئولية كل أب وأم فى هذا الوطن ... هل يمكن أن نضع الأولوية الأولى كمجتمع للعشرة سنوات المقبلة لبناء قيادات علم وقيادات عمل ... إذا أردنا أن نتقدم علينا بمزيد من العلماء وإذا أردنا أن ننتج علينا بمزيد من القادة ... فى بداية رحلتى العملية تعلمت أن أفضل وسيلة للتقدم هو الاستثمار فى البشر ... وأن أكبر عائد يتحقق هو من تعليم وتدريب للشباب ... عدد العلماء لكل مليون نسمة فى اسرائيل هو 18 ضعف مصر ... وإذا تصورنا أنها دولة منافسة لنا اقتصاديا فعلينا أن نضع خطة لمضاعفة عدد العلماء لكى نتنافس معها ... واذا تصورنا أننا فى احتياج للتوازن معها من منظور الأمن القومى فإنه حتميا علينا زيادة نوعية وعددية فى عدد العلماء وقادة العلم والعمل ... فهل يمكن البدء بإرسال الف لدراسة الدكتوراه والماجستير سنويا لأفضل عشرة جامعات عالمية هارفارد وMIT وستانفورد وبرينستون وجامعة جنوب كاليفورنيا ولندن للادارة والسوربون وغيرهم ... وهل يمكن أن يزداد هذا العدد الى ألفين وثلاثة الآف ... وهكذا مع زيادة وعى المجتمع بأهمية وحتميه الزيادة العددية والنوعية المطلوبة ... التقدم المذهل الذى يحدث الآن بين العلوم والتقنيات وأفرع العلم المختلفة سيجعل فى خلال عشر سنوات القاعدة العلمية المتراكمة فى الخمسين عاما الماضية تاريخا يدرس ... التقدم العلمى الناتج من علوم الاحياء والوراثه والجينات والفيزياء والكيمياء وتكاملها مع تقنيات المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها وآثارها على الادارة والقانون والاستثمار والصناعة والخدمات ستفوق ما كانت تحلم به البشرية خلال القرن العشرين كله وخلال العقد الأول من القرن الحادى والعشرين ... هناك ثورة علمية تحدث الآن ستنعكس على الطب والطاقة والبيئة والمعيشة والنقل والمواد والصناعة بل ستنتقل الى آفاق جديدة من الخدمات أساسها العلم والمعلومات لعصر المعرفة ... إذا أردنا أن نكون على خريطة العالم علينا أن نبدأ وفورا بألف مبعوث سنويا وإذا أردنا أن ننافس علينا أن نصل بالرقم الى خمسة الآف مبعوث سنويا وأن نرفع ما يصرف على البحث العلمى فى مصر ليصل الى المتوسط العالمى وهو 4ر2% بدلا من 2ر0% ثم الى 3% إلى أن يصل الى 5% (اسرائيل 1ر5%) وأن نستهدف عدد براءات اختراع لايقل عن 62 لكل مليون سنويا المتوسط العالمى بدلا من العدد الهزيل والمؤسف الذى ننتجة سنويا والذى يصل الى 2 فى المليون ... وعلينا أن نتذكر أن السويد تنتج 317 براءة اختراع سنويا لكل مليون (158) ضعف ما ينتج فى مصر ... آن الآوان أن ننظر الى مصر المستقبل بنظرة جديدة ... ترى المستقبل فى المكون العلمى والانسانى لمصر ... ترى المستقبل فى عقل ووجدان أبناء الوطن ... أساس تقدم ورخاء مصر هو قادة العلم والعمل ... إذا أرتقى قادته تقدمت الأمة ... مستقبل مصر سيبنى بكل قيمة مضافة ينتجها إنسان توفرت له الفرصة للأبداع والمنافسة ... مصر ستبنى برؤية تصنع قادة التقدم ... وبمجتمع يحتضن قادة العلم . وللحديث بقية .