|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
 صوت لبنان  نجح لبنان في الانتخابات ... فاز لبنان واللبنانيون بإختيار الديموقراطية والتعددية والدولة المدنية ... والمتابع للبنان يعرف أنها أرض الاختلافات والأزمات ، وشعب التناقضات والابتكارات . اختلافات أهل لبنان العقائدية والايدلوجية غرست فى عصور الاستعمار واستمرت آثارها بعد الاستقلال وأدت الى حرب مدنية دفع الشعب اللبناني ثمنا غاليا لها ... ثم الى مسلسل من التدخلات والصراعات نقلت الى أرضه تارة بإسم فلسطين وتارة أخرى تحت وصاية سورية تصل الى احتلال غير معلن ... وقد ثار لبنان بعد مقتل رفيق الحريري ومسلسل الاغتيالات التى شملت رموز صحفية ووطنية ووزراء ونواب وقادة للتغيير ... وأهم نتيجة فيما حدث هذا الأسبوع هو نجاح الانتخابات ... وقد ساهم فى ذلك مشاركة غير مسبوقة للناخب اللبنانى – عن قناعة – واقبال شديد على التصويت في معظم الدوائر التى جرى فيها الاقتراع ، وشهادة لكافة المراقبين لهذه الانتخابات بحيادية ونزاهة التصويت من جهة ومن جهة أخرى بصورة – هي إضافة حضارية للديموقراطية - والتنافس فى لبنان ... عملية الاقتراع وما تلاها من فرز للأصوات هى فى حد ذاتها صورة حضارية جديدة على الشارع العربى فقد انتظم الحضور فى صفوف – فى عديد من الدوائر - ووقف الشيوخ والأجداد مع المرأة والشباب الكل يحترم رأى الآخر فى حقه وفرصته للتعبير وفى اختيارهم وانتخاب ممثليهم . تنافست وتحالفت قوتين رئيستين أحدهم هى قوى 14 آذار (والتي صوت لها اللبنانيون) وتضم قوى سعد الحريري وأمين الجميل وسمير جعجع وغيرهم ، وقوى 8 آذار وتشمل قوى حزب الله وميشيل عون وغيرهم ... ويكتب للمعارضة المهزومة قبولها للنتيجة الديموقراطية ... واسفرت نتائج الانتخابات عن فوز قوى 14 آذار بـ 71 مقعدا من اجمالي 128 مقعدا بالبرلمان اللبناني وفازت قوى المعارضة بـ 57 مقعدا ... وكانت الانتخابات مثيرة من كافة الجوانب حسمها الناخب اللبناني حول ما يراه من برامج ليتفوق أحيانا على التحيز القبلي والعقائدي . وكان من صور ذلك تصويت بفلسفة "ضد الآخر" وليس "مع الآخر" حيث خاب أمل الكثيرين بعد 4 سنوات من أداء الحكومة وعلى الرغم من ذلك لم يصوتوا لهم بقدر ما صوتوا ضد بديل حزب الله وميشيل عون ... تناقضات وصور تحدث فقط على الأرض اللبنانية وبين اللبنانيين بخلافاتها وبقدرتها على التعايش والتكيف والاختيار ومن أهم اسباب نجاح مجموعة 14 آذار هو ما حدث فى احداث 7 آيار (مايو) حين نزل حزب الله بسلاحه الى الشارع اللبنانى فى بيروت لاول مرة فى تاريخ لبنان منذ الحرب الاهلية فى استعراض لقوى آثار موجات الاستياء والرفض لحزب الله لبنانيا وعربيا وخسر معه حزب الله الاختيار الديموقراطى حين راهن على كونه ممثلا للأكثريه ولكن فى الحقيقه نجح اللبنانيون فى اختيار البديل الآخر ... الذى يجنح للسلام ... تحديات لبنان عديدة أهمها أولا : الحفـاظ على سلام واستقرار وسيادة لبنان ، وثانيها : بناء الدولة اللبنانية وهيبتها ، وثالثها : تعميق مفهوم " الوطن أولا " ، ورابعها : الاستمرار فى بناء لبنــان الحديث والمعاصر والمنتج والقادر ، وخامسها : خلق فرص عمل للبنانيين ، وسادسها : حل مشكلة السلاح لحزب الله وتقنينه داخل إطار الدولة اللبنانية ، وسابعها : اعادة كل شبر من أرض لبنان ، وثامنها : حل قضايا اللاجئين ، وتاسعها : إعداد مخطط لإنماء لبنان ، وعاشرها : تنمية وتعميق الممارسة الديموقراطية ... والسلمية لأهل لبنان ... ولعل أهم الدروس المستفادة لكل العرب ... أرفعوا أيديكم عن لبنان ... وكما ذكر صديق أن لبنان قد نجح فى اختيار "ثقافة الحياة " بدلا من "ثقافة الموت" ... ومبروك لأهل لبنان على بداية جديدة أخرى ... وللحديث بقية Alakhbar@hisham-elsherif.com
|
|
|
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||
جميع الحقوق محفوظة ©