جريدة الأخبار – الأربعاء 5 سبتمبر  2007
تمكين الفقر اء ... ومحاربة الفساد

مصر قادرة على القضاء على الفقر ... وقد أكدت فى العديد من المقالات السابقة عن امكانية تحقيق هذا الهدف لو وضعنا السياسات الصحيحة والاهداف الدقيقة والبرامج والمشروعات المتكاملة واللازمة للوصول الى كل الفقراء فى كل محافظات مصر . ويشغلنى ويشغل كل المصريين التباين والازدواجيه بين ما يقال وما يوضع وما هو يحدث على أرض الواقع ... مظاهر الازدواجيه كثيرة فى بلدنا ومنها قضايا الفقر ومنها ايضا موضوعات الفساد . فهل قضينا على الفقر رغم كل ما قامت به الحكومات السابقة ؟ الحقيقة تقول لا وبعض سكان الابراج العاجيه يحاولون فلسفه اسباب عدم القدرة فى تخفيض وطأه الفقر وحلم القضاء عليه بحجج واهيه . والموضوع الآخر الذى يتم التعامل معه بازدواجية كبيرة بل هى "فاجرة" هو موضوع الفساد . وقد أسعدنى أن ملف مواجهة الفساد اصبح على اجندة الحكومة ولكنه فى كثير من الاحيان يثار فقط على مستوى صغار الموظفين ما يسمى بالفساد الادارى بينما يمارس كبارهم الحديث عن الفساد !! وعلاقة الفساد بالفقر والفقر بالفساد علاقة جذرية والفساد اما فى التربح الغير شريف أو الغير عادل أو استغلال للوظيفة للحصول على مميزات مادية أو عينية أو لكسب غير مشروع أو لوضع سياسات غير عادله تفضل البعض عن المجموع أو لمساعدة ومساندة البعض فى التربح بصورة لا تتاح الى آخرين بمقابل مادى أو عينى أو دون مقابل وقد تفحل وتوحش الفساد حاليا لمساعدة البعض فى الاثراء الفهلوى واصبــح البعــض نتيجة سياســات " للخاصة " يحصلون على مليارات من ثروة هذا الشعب وتأثرت بحدة ميزانية الاسرة الشهرية ومن بنودها الرئيسية سواء طعام أو سكن أو علاج أو اتصالات أو انتقال ... الخ . المقابل يعرفه بدقة من قام بتسهيل وتقنين ومساعدة وتسيس هؤلاء المنتفعين فإزداد الفقر وقنن الفساد وسيطر رأس المال على مسار العديد من القرارات والتوجهات والاقلام والمؤسسات .

اذا كان الفقر هو عدو مصر الاول فإن الفساد هو العدو "الاول مكرر" . وأول ما يتسبب فى الفقر هم الفاسدين فى المجتمع . والفاسدين الكبار يضيعون المليارات فى قرارات إما غير حكيمة أو غير مدروسه أو لمصلحة البعض منهم فى شركات أو مؤسسات لهم أو لذويهم وقد رأينا امثلة لهؤلاء الفاسدين فى مصر خلال نصف قرن . وبالمثل هناك الشرفاء والذى يقف لهم المجتمع احتراما فى الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى وهم ايضا معروفين ... مطلوب أن نقف ضد الفقر وان نقف ضد الفساد وبكل انواعه للكبار والصغار وليس الصغار فقط ... لقد عشنا اخطاء ساهمت فى فقر وافتقار هذا المجتمع بدلا من القضاء عليه وترسيخ العدالة الاجتماعية والتكافؤ الاجتماعى ... نعم هناك نجاحات تحدث الان علينا أن نعتز بها ونساندها فى انطلاقة لسوق حر وبناء مصر العصرية ... ولكن علينا ان نتأكد ان فوائد وعوائد ومبادئ السوق الحر هى لكل المصريين وليس للبعض على حساب المجموع ... والتساؤل هنا من الذى سينتصر هل هو الحق أم الفساد ؟ قواعد الحياة هو انه لا يصح إلا الصحيح ... فهل سيتم القضاء على الفقر ؟ وهل سنرى العدالة فى محاربة الفساد بكل اشكاله ... فى الولايات المتحدة اغنى دول العالم لا يستطيع من يعمل فى السياسة أو الحكومة ان يقبل هدية تتجاوز 20 دولارا وان يقبل دعوة لغداء أو عشاء تزيد عن 25 دولارا . فهل نحلم ان نرى ان هذا يحدث فى مصر ... حديث الفقر والفقراء أصبح على اجندة المجتمع والمطلوب الا يكون ذلك ابتزازا أو انتهازا للبعض لغرض أو لمزيد من المشروعات الوهميه أو لمزيد من الشعارات للبعض الآخر... مواجهه الفقر هو بالمعلومات والفكر وبترشيد وتعظيم استخدام الموارد لايجاد فرص عمل ومسكن وعلاج وتعليم ووسيلة مواصلات وطريق آمن وخدمات اساسية بسعر معقول ... واتسائل كيف يعيش من لديه دخل لا يزيد عن مائتى جنية وثلاثمائة جنية واربعمائة جنية وهكذا سواء من الفقراء المعدمين أو من الطبقة المتوسطى للمجتمع ؟ ... وللحديث بقية .