جريدة الأخبار – الأربعاء 7 سبتمبر  2005
نهضة أمة عظيمة

سعيد أنا بمصر وبالمصريين … سعيد بأول ممارسة فى تاريخ مصر لترشيح وانتخاب رئيس الجمهورية … يشاركنى المصريون فى أن ما حدث هو نقلة نوعية وعبور لعصر جديد لخير مصر وخير المصريين ، فخور أنا بالممارسة وايجابياتها ، وفخور بالصحوه والتفاعل ، والحوار الوطنى الصادق ، الذى نبع من المصريين والمرشحين حول مصر والوطن … الحاضر وما نحن فيه والمستقبل وما نتطلع ان نتركه لابنائنا . فخور بتحول المجتمع الى ديناميكية التقدم العصرية ارى المصريين فريقا واحدا فى حب مصر ، وتقدم مصر، ورخاء مصر . ما حدث ويحدث اليوم هو اختبار نجح فيه المجتمع المصرى والمواطن المصرى فى سنة اولى انتخابات لرئاسة الجمهورية .لو تطلعنا لما كنا فيه وما نحن فيه الان لشعرنا بإنصاف بأن ما تحقق فى فترة قصيرة هو نهضة لامة استيقظت فى صحوه تاريخية ولو اردنا بانصاف ان نقيم ما تحقق الآن فاننا سنسجل على سبيل المثال وليس الحصر ما يلى ، اولا : بأن الحرية لم تعد شعارا سياسيا ولكن تحولت الى ممارسة بها الايجابيات الوطنية وبها ايضا السلبيات التى تحتاج مستقبلا الى توعية وترشيد وتوجيه ، وان القلم اصبح حرا والكلمة اصبحت حره ، والحوار " التليفزيونى " يزداد حرية ، بل ان حرية التعبير فى حدود احترام القانون والامن العام اصبحت مقبولة ومورست اكثر من أى وقت مضى . ثانيا : ان الديموقراطية تنقل مصر والمصريين والاجيال القادمة لتحقيق اهم المتطلبات والركائز لتعبير المواطن ومشاركته فى اختيار أى مجتمع يعيش فيه حاضرا ومستقبلا أو بعبارة اخرى ان يقود الانسان – وهذا حقه – حياته وفق اماله وطموحاته واحلامه واهدافه وقدراته على تحقيقها . ثالثا : ان " القرار " بتعديل الدستور وبدء مشاركة المصريين فى اختيار رئيسهم ، هو انطلاقة للاصلاح السياسى والديموقراطى ولمزيد من الاصلاحات الدستورية والتشريعية والتى تصلـــح وتطور وتضبــط مناخ الحرية والديموقراطية للمجتمع المصرى ككل . رابعا : ان " ترشيح " الاحزاب لقياداتهم لمناصب رئيس الجمهورية ، بل ان تقدم عدد من المواطنين " بشجاعة " لشرف الترشيح لهذا المنصب لهو غير مسبوق ايضا فــى تاريخ مصــر . فمن جهة هو فتح باب شرف " الخدمة والقيادة " للامة المصرية ومن جهة اخرى هو اعادة حق الانسان بأن " يحلم " ان ينال اعلى شرف فى المجتمع وهو اختيار الناس له لخدمتهم وقيادتهم وتأمينهم وتمثيلهم . فهو قدر ورسالة . فهل كان احد من عام يحلم أن يكون هناك عشرة مرشحين لمنصب رئيس الجمهورية . خامسا : ان " الرعاية الانتخابية " والمؤتمرات الشعبية والجولات افرزت ولاول مرة فى تاريخ مصر تعددية فى الرؤى بل وفى البرامج للمجتمع المصرى والبعض منها ناضج وابعض الاخر غير متعمق . والمواطن المصرى بذكائه وحساسيته استطاع ان يفرز العمق لدى المرشحين والصدق والمصداقية . سادسا : ان " الاعلام " كان على مستوى المسئولية بل وتميز فى كثير من البرامج والموضوعات ولعل المصريين يشاركوننى فخرا وتحية وتقديرا لكل رجال الاعلام وقياداتهم فى التليفزيون والاذاعة والصحافة … فالكل اجتهد ، من تحمس ، ومن عارض ، ومن نقد . بالطبع فى أى مجتمع هناك من يخرج وينقص من التجربة ولكن هذا لا يثنينا عن التقدير لنجاح الاعلام فى اختزال الزمن وتحقيق نقلة فى التنافس من اجل انجاح هذه النقلة الديموقراطية الواعدة . سابعا : ان " المعلومات " والارقام كانت ضعيفة فى برامج السادة المرشحين عدا مرشح الحزب الوطنى والذى قدم بالارقام وعده وعهده للشعب بما سيقوم بتنفيذه . نعم نحن سنة اولى انتخاب لرئيس الجمهورية ولكننا لسنا سنة اولى معلومات . اتوقع مستقبلا ان تستخدم المعلومات بعمق اكثر توصيفا وتحليلا فى العرض الموضوعى كى يحدد المواطن المصرى " ديموقراطيا " ما هو فى صالحه وما هو ليس فى صالحه . ثامنا : ان " المشاركة " لكل المصريين عمليا فى الاقتراع والاختيار امام صندوق الانتخاب هو تتويج لهذه الممارسة الديموقراطية . نريد ان ننهى عهود الـ 1% مشاركة كما انهينا نصـــف قــرن من الاستفتاء وخمسة الاف سنـــة من عـــدم الاختيـــار " المشاركة " اساسها بطاقة انتخابية وصندوق انتخاب ولجنة ونظام واحترام وعدالة . تاسعا : ان " المستقبل" مشرق لمصر بعبورها واختيارها لرئيس يخدم المصريين ويحقق وعوده . نأمل ان تتوالى النقلات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق النهضة والرخاء . عاشرا : ان " النهضة " هى صحوه وعبور وتقدم متواصل لامة تستحق ان تفخر بما حققته وتحققه … فلنذهب الى صندوق الانتخاب ونختار من نراه لخير المصريين … لصحوه ونهضة امة … مع التمنيات بكل توفيق .