جريدة الأخبار – الأربعاء 30 نوفمبر  2005
مصر ومفترق الطريق

رأى المصريون – ولاول مرة فى تاريخهم المعاصر احداثا لم يألفوها فى اكثر من نصف قرن . ومما زادهم ارهاقا هذه الصور والمظاهر والممارسات المؤذيه لانتخابات مجلس الشعب هذا الشهر . ولعل اكثر الظواهر ايذاء لشعور هذا الشعب المسالم عبر العصور هم (1) العنف (2) المال (3) الدين (4) التسلط . فهل نبعت هذه الظواهر من فراغ أم هم ولادة – غير شرعية – لتراكمات عديدة اهملنا التعامل معهاوتناولناها بسطحيه شديدة ومنها الفقر والبطالة والفساد والتعصب والاحتكار والتطرف والاميه وسوء التعليم والاعلام والخطاب الدينى وغيرها : اولا : المتابع لما يحدث فى الانتخابات يرى ان ما شاهدناه من عنف وبلطجة ودماء وترهيب هو غير مسبوق ونتسائل هل الديموقراطية تعنى البلطجة واستخدام السنج والسيوف والجنازير فى ارغام المواطن على الانتخاب من عدمه ؟ … بالطبع لا . فان شعب مصر يرفض العنف ، ويرفض من قام باستخدام العنف كأداه للوصول الى الكرسى أو كوسيلة لاعتلاء السلطة عنوه . وثانيا : انتشر استخدام المال بصورة مباشرة أوغير مباشرة لشراء اصوات الناخبين واستجلاب رضاهم ، وتفوق من لديه المال فى كثير من اللجان عمن لديه الحجه والمعرفة والمقدرة على خدمة الجماهير . والسؤال هو هل الديموقراطية تعنى قبول سيطرة المال للوصول الى كرسى مجلس الشعب ؟ وكيف ينافس وينتخب الشرفاء والعقلاء منهم من يمكنه حل مشاكل الجماهير والسماع الى انين الفقراء منهم وصناعة مستقبل كريم لابنائهم من خلال خلق فرص عمل للخريجين منهم ؟ منذ اكثر من نصف قرن قام المصريون بثورة بيضاء كانت احد مبادئها الغاء سيطرة رأس المال على الحكم فهل ما نراه اليوم ثورة على الثورة ؟ ان شراء كرسى لمجلس الشعب بالمال هو جريمة فى حق الحاضر والمستقبل … بل انه بيع لجيل المستقبل . ان المصريين الشرفاء يرفضون بيع انفسهم وبيع ابنائهم ويعتبرون ان محاولة شراء ضمائرهم هى جريمة يجب ان يعاقب مركتبوها بالحرمان من شرف الخدمة العامة وتمثيل الامة وخدمتها . وثالثا : برز فى انتخابات نوفمبر زيادة وحديه المرشحين الذين يقومون ويستخدمون الدين كوسيلة وكشعار للوصول الى كرسى مجلس الشعب والسيطرة على مقدرات الامور. والسؤال الذى يطرح نفسه هل اقرينا كمجتمع بانه لا دين فى السياسة أم سنقرر بتداخل الدين فى السياسة .

ولعلنا فى احوج ما نكون للهدوء والوضوح فى التعامل مع الامور خاصة فى ظروف عالمية نرى دولا تواجه مثل هذه التحديات وابرزها الولايات المتحدة وايران ونرى فى كليهما دورا ابرز للدين فى توجيه السياسة . لقد عاشت مصر سالمة وامنه تؤمن بأن الدين لله والارض للوطن ، ويشهد التاريخ لمصر ارض السماحه لكل الاديان . يتسائل المواطن المصرى البسيط عن مشروعيه من يستخدم الدين فى اطار جماعة أو تنظيم وهل هذا مسموح به أم هو خارج عن القانون ؟ أم هو فوق القانون ؟ وضوح الاطار السياسى للمجتمع ومكوناته وعناصره هو اساس لفهمه واقعا ، وركيزة لتقدمه وتطويره . اجابه السؤال هامة وضرورية لمن يريد من المجتمع ان يكون تحت مظلة القانون والشرعية … رابعا: انفجر المصريون غضبا وتعبيرا خاصة فىالصحافة والفضائيات من جميع مظاهر التسلط سواء كان للمال أم للدين أم للبلطجة أو لحكوميين حاليين أو سابقين ، أورد فعل للتسلط الذى يمارس يوميا على المستضعفين فى العراق وفلسطين أو المقهورين فى دول عديدة عربية كانت أو اسلامية … انفجر بركان الغضب ضد التسلط بجميع اشكاله … وسؤال يطرحه العقلاء من ابناء الوطن هل بالغضب ستتقدم الامم ؟ … مصر فى مفترق طرق … طريق السلام للمستقبل واضح اساسه (1) الامن والامان للمجتمع (2) سيادة القانون (3) العدل (4) العدالة الاجتماعية (5) خلق فرص عمل (6) التعليم (7) خطاب دينى سليم (8) قضاء على الفوارق (9) ديموقراطية (10) معلومات ومعرفة … واخيرا لا تفسدوا عرس التقدم الديموقراطى … وللحديث بقية


  578
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 7 ديسمبر  2005
مصر ومفترق الطريق (2)
تفسدوا عرس الديموقراطية … انهيت حديثى الاسبوع الماضى بدعوة للفكر والعقل … والرحمة بحال الوطن . هى دعوة للهدوء والتعقل من مشهد الان ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 30 نوفمبر  2005
مصر ومفترق الطريق
رأى المصريون – ولاول مرة فى تاريخهم المعاصر احداثا لم يألفوها فى اكثر من نصف قرن . ومما زادهم ارهاقا هذه الصور والمظاهر والممارسات ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 23 نوفمبر  2005
الفقراء ... والقمة العالمية للمعلومات
هل تحقق حلم الفقراء – بعد 50 سنة حاسبات آليه وتكنولوجيا معلومات وعصر معلومات ؟ صوت الفقراء وصل لقمة المعلومات وقيادة العالم المجتم ...
 صفحة:  1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©