جريدة الأخبار – الأربعاء 13 يونيو  2004
الهدف القومى

قد يكون هاماً أن نسأل أنفسنا عما إذا كان لدينا هدف نسعى له معاً أم لا و تزداد أهمية هذا السؤال قومياً أو مؤسسياً أو أسرياً إذا ما أردنا أن يحدث تغيير حقيقى وإلا فإن كل ما نسعى له هو أحــلام , أو أمال , أو أهداف فى غالب الأحوال متباينة , أو متعارضة , أو ليس بها توافق أو ليست متزامنة . والسؤال الذى يطرح نفسه ما الذى يحدث فى حالة غياب الوعى بالهدف ... ببساطة ودقة يحدث الفشل أو النكسة أو الهزيمة أو (الصفر الشهير) فى تنافس المونديال . ولكن ما علاقة المعلومات والمعرفة بموضوع اليوم ؟ و ما علاقة التكنولوجيا بهذا ؟ ببساطة أيضاً كل هدف يتطلب معلومات و معرفة .. و كلما زادت المعلومات دقة ووضوحاً , و صقلت المعرفة علماً و ممارسة كلما سهل صياغة الهدف الملائم والمطلوب لتحقيقه . و كلما ندرت المعلومات أو حجمت البيانات كلما زاد إحتمال صياغة الأهداف غير الملائمة ... وتزداد الأمور سوءً كلما نقصت الخبرة أو غيب العلم والموضوعية . أما التقنية فهى الوسيلة التى تساعدنا فى رؤية المعلومات و نقل البيانات و التعامل معها توصيفاً وتحليلاً ... من أجل تكوين رأى ورؤية ومن ثم إتفاقاً أو إختلافاً مع ما يصاغ من أهداف .

وإسمحوا لى أن أتساءل ما هدف كلٍ منا ... ؟ , أولاً : على المستوى العائلى . ثانياً على المستوى المؤسسى , ثالثاً : على المستوى القومى . يتطلب تحقيق الهدف سؤال عما نريد تحقيقه ؟ ومتى نريد تحقيقه وما الذى لدينا من موارد - وهى عادةً محدودة - للوصول إلى هذا الهدف . وعادةً أيضاً نجد قيوداً ومتغيرات تحدد المساحة والطريق وما به من عقبات بل ورياح مضادةً أو مساعدة لتحقيق الهدف . والهدف هو ما نريد أن نصل إليه ويشمل ضمنياً تحديداً للوقت المطلوب وخصائص (الجودة) المنشودة والمطلوبة . فلا جودة للأهداف دون قياس ودون معايير .

وأعتقد أن السؤال الهام لنا كمجتمع هو ما هدفنا القومى ؟ عشنا عصوراً كان هدفنا فى مراحل منها : بناء السد العالى , تصنيع من الإبرة للصاروخ , الوحدة العربية والقومية العربية والحياد الإيجابى ؟ إزالة آثار النكسة ؟ إسترداد الأرض والكرامة ... وما تلاها من حرب 1973 ؟ ترسيخ السلام والإنفتاح ؟ إعادة بناء مصر الحديثة فى الثمانينات ومعظم التسعينات ؟ ... فما هدفنا الآن . هل هو مصر أو لا ؟ أم حل الصراع الفلسطينى ؟ أم هو الوصول بمصر إلى المرتبة الـ 20 على مستوى العالم فى عام 2020 أم عام 2030 ؟ وكيف ؟ ... أم هدفنا (إنغلاقى وسلبى ويتبع نظرية المؤامرة أو إيجاد الأعذار) هو صد الهجمات المتتالية المدبرة ضد مصر فى السياسة والإقتصاد والتجارة .. بل حتى فى صفر المونديال ؟ أم أن هدفنا هو مضاعفة الدخل القومى لمصر ليصل إلى 5000 دولار للفرد فى عام 2025 ؟ وخلق فرص عمل لـ 25 مليون مصرى فى العشرين عاماً القادمة ؟ وجلب إستثمارات تصل إلى مائة بليون دولار حتى عام 2015 ... والوصول بالتنافسية المصرية لتكون ضمن أفضل عشر دول على مستوى العالم ... والحفاظ على أمن مصر القومى والسلام الإجتماعى ... ؟ أم أن هدفنا هو الإصلاح فى كل المجالات ؟ أم أن هدفنا هو الإصلاح ... مع وجود خريطة وبرنامج عمل شامل للإصلاح ؟ أم أن هدفنا هو الإصلاح دون خريطة أو برنامج ودون معلومات ! أم أن هدفنا هو التغيير فقط . الجزئى أو الكلى ؟ أم أن أهدافنا متعددة ؟ واضحة ومتشابكة أو متغيرة ؟

التقدم يتطلب هدفاً ... والهدف يتطلب مجتمعاً ... وتقدم المجتمع يتطلب هدف قومى ... والهدف يتطلب معلومات ومعرفة ... والمعلومات تتطلب ديموقراطية والديموقراطية تتطلب معلومات ... ونحو تحديد طريق التقدم فإنى أطرح سؤالى مرةً أخرى ما هدفنا القومى ؟ ... وبعد ذلك تأتى الوسائل والتكنولوجيا ... وللحديث بقية


  466
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 20 يونيو  2004
الهدف القومى (2)
أثرت الأسبوع الماضى عددا من الأسئلة ؟ منها : (1) هل لدينا هدف نسعى له معاً ام لا ؟ ، (2) ما الهدف الذى نجمع عليه كمجتمع ... ما هد ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 13 يونيو  2004
الهدف القومى
قد يكون هاماً أن نسأل أنفسنا عما إذا كان لدينا هدف نسعى له معاً أم لا و تزداد أهمية هذا السؤال قومياً أو مؤسسياً أو أسرياً إذا ما ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 6 يونيو  2004
قطب المعرفة
هناك أيام وساعات يعيشها الإنسان وهناك أيام وساعات لا يذكرها على الإطلاق ، وسأتذكر وسيتذكر أعضاء لجنة التحكيم لمسابقة بترسبرج العال ...
 صفحة:  <<السابقة 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©