جريدة الأخبار – الأربعاء 1 أغسطس  2004
10 سنوات لمكتبة الاسرة

احتفلت مصر بمرور عشر سنوات على مبادرة " مكتبة الأسرة " وفي هذه المناسبة تم تكريم رائدة الكتاب والفكر وصاحبة المبادرة السيدة الفاضلة سوزان مبارك ، حيث اهديت نموذجاً لحجر رشيد رمزاً للتراث الحضاري والثقافي وتواصلاً وانفتاحاً لعقول ابناء مصر عبر العصور . وفي كلمتها في الاحتفالية تساءلت السيدة الفاضلة سوزان مبارك عن صياغة الرؤية لمشروعنا الثقافي فقالت أن التحديات الثقافية التي تواجهنا اليوم تتطلب منا رؤية عصرية لذاتية ثقافتنا ونسقنا متطوراً في التفكير والابتكار ، وقدراً من الانفتاح يسمح لأفكار جديدة بأن تكون محلاً للتداول او التناول ، فلم يعد من الممكن أن تتسابق ثقافتنا مع ذاتها ، أو تنحصر في محيط من المحلية الرافضة لكل ما هو حديث أو مبتكر . لقد اصبحت الثقافة العالمية بوجوهها المعرفية ، والعلمية والتقنية ، حقيقة لا يمكن اغفالها او تجاهلها ، والتساؤل الذي سيظل يتردد هو أين نحن من تلك الثقافة العالمية ؟ وكيف يمكن التفاعل معها تمثلاً ، واستيعاباً ومراجعة ، ونقداً وفحصاً ؟.

ثم كعادتها اضافت السيدة الفاضلة سوزان مبارك في كلمتها فقرة أخرى لمبادرة مكتبة الأسرة وركيزتها الرئيسية " الكتاب " والذي يمثل أهم أعمدة مجتمع المعرفة وإضافة لما اصلته هذه المبادرة من مبدأ تكافؤ الثقافة وعدالة التداول للكتاب والفكر . وقد افتتحت السيدة الفاضلة سوزان مبارك في كلمتها نافذة للعصر الجديد حيث قالت " أننا نستهدف بناء مجتمع المعرفة ، بكل ما يتطلبه من حركة مجتمعية تقوم على اطلاق الطاقات البشرية الخلاقة والمتجددة ، ويتيح لها فرصة الوجود باقتدار في مجتمع المعرفة العالمي ، لذا فنحن بحاجة لأن تصبح المعرفة هي المبدأ الحاكم لحياة البشر في مجتمعنا ، بما لا يحقق النهضة الانسانية التي نسعى إليها ، وعلينا أن نوفر كل ما يتطلبه ذلك من خصائص جديدة ترتبط بمفاهيم التعليم والتعلم وتحكيم العقل وتوطين العلم ، وبناء القدرة الذاتية على البحث والتطوير ، وتأسيس نموذج معرفي مصري يعبر عن مفاهيمنا للحياة ، ورؤيتنا للمستقبل ، بمنطق منفتح ومستنير ولا يمكن أن تحقق ذلك دون أن يكون هناك ترابط حقيقي بين الحرية والمعرفة ، في مناخ يدعم القدرات الابتكارية ، ويتيح لها كل فرص الانطلاق والتجويد ، في منظومة متكاملة لانتاج واكتساب المعارف كسبيل للتطور والتقدم والنماء . وما دامت الثقافة محوراً وعماداً اساسياً لمجتمعنا المعرفي ، سيظل دور المثقف المصري في تعاظم مستمر ، من أجل توظيف الأدوات الفكرية ، وطرح المفاهيم والنظم والقيم التي تحكم منظومة الفكر والعقل ، وتسهم بدورها في اكتمال العناصر المعرفية اللازمة لبناء مجتمعنا العصري ومجتمع المعرفة لا يمكن أن يكتمل بناؤه دون ان يظل الكتاب محوراً أساسياً لثقافته ، لذا ستظل المبادرة قائمة ، وستظل مكتبة الأسرة مشروعنا الحضاري للمستقبل ، بل وسنعمل على تطوير الفكر والمبادرة وتعظيم الإنجاز بطرح منهج متطور لعقد ثان تبدأه مكتبة الأسرة اليوم .

وسيسجل التاريخ للسيدة الفاضلة سوزان مبارك الرؤية والقيادة والتنفيذ والبناء لأهم أعمدة عصر المعرفة وهو الكتاب وتوفير الكتاب الى المجتمع ابن وابنة ، أب وأم ، جد وجدة ... لاسرة مصرية في كل مكان دون تفرقة ... وفي اطار من العدالة والمساواة والعدالة الاجتماعية ... بل والأهم " بالعدالة المعلوماتية " وتكافؤ المعرفة بين ابناء المجتمع ... تحية لسيدة فاضلة تعمل بصدق من اجل الوطن ... تحية بكل حرف وكل كلمة أنارت عقول ابناء مصر .