جريدة الأخبار – الأربعاء 31 أكتوبر  2004
سوهاج ... وطريق الامل

عدت الى سوهاج يوم الأربعاء الماضي وكانت أخر مرة لي هناك حين شرفت بزيارة السيد رئيس الجمهورية وتفقد الانتهاء من بنية المعلومات فيها والتي شملت في ذلك الحين مائة وعشرة مراكز مراكز للمعلومات ودعم القرار على مستوى المحافظة والمديريات المختلفة الصحة والتعليم وخلافه والمدن والقرى واذكر السعادة لأهل سوهاج لرؤيتهم رئيسهم ونتاج عمل وعرق وفكر وإنجاز متميز قاموا به دون استيراد خبرات أجنبية ودون شعارات او فلسفة في نظريات التنمية . واذكر السعادة التي رأيت فيها السيد رئيس الجمهورية في تفقده لابناء وقيادات محافظة سوهاج تكاد تكون فرداً فرداً وسؤالهم بدقة عن كل مركز من هذه المراكز وعن دقة البيانات وعن استخدام المعلومات في مواجهة تحديات ومشاكل الواقع وتحقيق التنمية وكذا عن ظروفهم المعيشية وطموحاتهم وأملهم . وقد كان نتاج هذه الزيارة أن وضعت المعلومات على اجندة العمل القومي . ففي 13 سبتمبر 1999 أعلن الرئيس حسني مبارك على المصريين ما تحقق في ألف وخمسمائة مركز عبور الى عصر المعلومات وفي اكتوبر من نفس العام تكونت اول وزارة للمعلومات وتولي أحد أبنائها وزارة المعلومات ثم رئاسة الوزراء بعد ذلك . وفي يوم الأربعاء وتلبية لدعوة من الســيد محافظ سوهاج شرفت بمشاركة ستة من ابناء سوهاج في زيارة ليوم سعيــد عدنا فيــه لمهد الأجداد ، وقــد وفق د . عبد الرحيم شحاتة حين أطلق على هذا " الجذور " وشمل ذلك السادة "ابجديا" جمال الناظر ، قدري ابو حسين ، محمد عبد الجواد ، منير عبد النور ، نجيب ساويرس وكانت رفقة طيبة ومخلصة لخير أرض الأجداد . وعندما وصلنا لسوهــاج كان ملاحظاً التطور في نظافتها بعدما كان ذلك أحد الانتقادات الدائمة لها . وقوبلنا بحفاوة من محافظها النشط اللواء سعيد البلتاجي وطرح مباشرة اماله عن المساعــدة والمساندة في تنفيذ مشروعات يأمل أبناء سوهاج في تنفيذها .

وقد تشاركونني الرأي أن الصورة والحاجة قد تتضح أكثر اذا عرفنا الواقع الحقيقي لسوهاج بالمعلومات كي نعلم اين نحن ؟ وعلينا بعد ذلك تحديد اين نريد أن نكون ؟ ثم الطريق مما نحن فيه الى ما يجب ان نصله . وباختصار شديد عدد سكان سوهاج تجاوز 3.5 مليون نسمة ومتوسط معدل الزيادة في السكان 2.54% " رابع أسوأ محافظة على الجمهورية " مقارنة بمتوسط عام 2.09% تزرع سوهاج 289 ألف فدان بمساحة محصوليه 587 ألف فدان ، كثافة الفصول فيها 41.8 " خامس أزحم مدارس في الجمهورية " صحياً كل طبيب يخدم 2467 مواطناً بينما المتوسط العام في الجمهورية أن الطبيب يخدم 1648 مواطناً " أخر محافظة في مصر " بينما المتوسط أن الممرضة تخدم 814 مواطناً على مستوى الجمهورية يعني باقي الجمهورية أفضل ثلاثة أضعاف على الأقل . وفي الرياضة ترتيبها الرابع في قلة عدد المؤسسات الرياضية وفي الثقافة ترتيبها السادس في كثافة السكان الى قصور وبيوت الثقافة وفي مياة الشرب نصيب الفرد من مياه الشرب النقية هو 115 لتر يوم / فرد بينما نصيب الفرد في المتوسط في باقي الجمهورية هو 231 لتر يوم / فرد " تقريباً ضعف ابناء سوهاج ، وفي الكهرباء نصيب السكان من الكهرباء للانارة بالكيلو وات ساعة بالنسبة للفرد هو 289 بينما متوسط الجمهورية 516 " ثاني المحافظات بعد المنيا في قلة استخدام الكهرباء وفي اتصالات نصيب كل مائة فرد هو 5.4 خط إذا ما قورن بـ 11.5 خط بباقي الجمهورية ومستوى البطالة هو الأسوأ على الإطلاق على مستوى الجمهورية ترى ما حجم المشروعات والبرامج اللازم تنفيذها فوراً لرفع مستوى محافظة نسيت لأكثر من مائة عام ، أشعر بالأمل حين أرى الحكومة الجديدة تضع التنمية المحلية على اولوياتها ... وللحديث بقية