جريدة الأخبار – الأربعاء 21 مارس  2004
مجتمع المعرفة العربى والاصلاح

تابع العرب والعالم مؤتمر(قضايا الاصلاح العربى : الرؤية والتنفيذ) والذى شرف بافتتاح السيد الرئيس حسنى مبارك له وشارك فيه عدد من الفاعلين العرب من مفكرين وممارسين وقيادات للعمل والتطوير والتجديد فى العالم العربى . وقد تابع المواطن العربى وتابعت وسائل الاعلام اللقاء افتتاحا ونقاشا وختاما. وانتقل هذا الحديث وتفاعل مع حديث المواطن العربى - المستمر على الاصلاح - وأنين الفقراء منهم لحياة افضل . واسمحوا لى ان اتوقف عند هذا الحدث وما يعنيه بالنسبة للمجتمع العربى ... الغايات والرؤى... الأمال والأهداف ... الممكن والمتاح ... الأصلاح والتجديد ... التواصل والتقدم.

أولاً : اللقاء هو نقلة نوعية جديدة للاستفادة من مكتبة الأسكندرية وقيادتها وأداراتها الشابة والفاعلة بل ولبدء تحقيق اهداف المكتبة الرئيسية , وهى ان تكون - كما اعلنتها السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيسة مجلس الامناء - نافذة لمصر على العالم (وعالمنا) العربى الاولوية الأولى . ونافذة للعالم على مصر ... وقد كانت الرؤية من تجميع العقول ووضع قضية الاصلاح العربى بكل الصراحة هو تواصلاً مع جزء من ركائز المعرفة العربية من خلال عقول اكثر من مائة وخمسين مشاركاً وعشرات المؤسسات العربية بل والمبادرات العربية فى خمسة عقود ... وتأملت واسترجعت الثمانينات حين بدأ حلم المكتبة , والتسعينات عندما تم بناء هذا الصرح المعمارى المتميز ... وتلاه مرحلة البنية الاساسية والأدارية لعمل المكتبة والذى شمل تعيين شباب تجاوز عددهم الألف ونظم معلومات وكتب ودوريات وغيرها ثم مرحلة تعبئة وتواصل مع العقول المصرية والعربية والتى بدأت فى نظرى بمؤتمر الأصلاح العربى ... وهى أن مكتبة الأسكندرية ... وبكل تحيز مؤهلة بأن تكون (بوابة للرشد العربى) تعبئة وحواراً وتواصلاً عربياً وعالميأ.

وثانياً : لقد كان افتتاح السيد رئيس الجمهورية وكلمته (الرمز والمعنى ... والاطار والفرصة) وقد أعجبت بشمولية الكلمة والتى تعطى اطاراً وعهداً واحساساً من رئيس عربى بالشارع العربى , بل باحتياجات المرحلة. وأنا أؤمن أن الأصلاح متواصل عبر الزمن ومن الخطأ أن يتصور البعض أن مؤتمر الأسكندرية هو بدء الاصلاح ... ولكن هو بلاشك وضع قضية الأصلاح والتغيير على أولوية أجندة (العمل القومى والعربى). بل كاولوية للأتفاق عليها عربيا. وهذا هو الجديد والتغيير عربيا هو مبادرة ايجابية لمتطلبات أتيه بل لضغوط عصرية داخلية (لحياة افضل للمواطن العربى) وخارجية نتيجة لما يطرح من مبادرات للتغيير خارجيا وهو ما رفضه ويرفضه الوطنين والعرب اسلوب ومنهجاً,علماً بأنه يقبل العقلاء منهم الدعوة والفكر شرط أن يكون فى اطار المصلحة العربية وعربى الريادة والقيادة والتغيير, وببساطة لا مانع للتعاون والمشاركة ولتبادل المصالح المشروعة لكن لا (للتدخل) فأرض العرب ليست عراقا اًخر ولا فلسطين وكفانا مايجرى نتيجة مباشرة للتدخل وتصور أن السلاح والقتل أقوى من العقل والبناء والتعاون.

ثالثاً: تساءلت عن المعنى والغرض من الأصلاح ... واعتقد أن الهدف الرئيسى من الأصلاح هو التنمية ... وبدقة هو تنمية المواطن العربى كى يعيش حياة افضل. ترى ما هى رؤيتنا لامة العرب فى عام 2025,2020,2015,2010 ؟ الاصلاح هو وسيلة وليس غاية فى حد ذاته ... وللحديث بقية