جريدة الأخبار – الأربعاء 12 ديسمبر  2004
فارسه ... تنمية وإنارة لعالمنا العربى

الاستاذة الدكتورة / مرفت بدوي – رحمها الله – عاشت فارسة مناضلة بالعلم والعمل والعطاء والتفاني للاعلاء بشأن المواطن العربي عملياً من خلال المساهمة في تخطيط وتنفيذ برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في جميع الدول العربية . فارسة علم ونبوغ وتميز في دراستها المدرسية في مصر حتى حصولها على الدكتوراه بتفوق واجتيازها بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف من السوربون بفرنسا في الاقتصاد والتي سبقتها بأخرى في الهندسة وكانت فارسة في مكارم الأخلاق وحسن التربية منارة تشع لأسرتها ولأبنائها ولزملائها ولاصدقائها بل ولكل من تعامل معها المثل والأخلاق الحميدة والأصالة والمودة وصدق القول . فهي نموذج للأم المثالية وربة الأسرة الصالحة والمعطاءة والداعمة والمؤازرة والساهرة لجميع أفراد عائلتها بل ولاصدقائها ايضاً - لا يفوتها واجب ولا يثنيها انشغال .

وعاشت الاستاذة الدكتورة مرفت بدوي فارسة عمل منذ عام 1977 بالصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وكانت الساعد الأيمن للسيد / عبد اللطيف الحمد رئيس الصندوق ورجل التنمية العربي الأول والذي كان في كثير من الأحيان يشير اليها بحق كنموذج متميز للمرأة العربية وأنها عصب القيادة بالصندوق لما تمثله دائماً من عطاء وتفان سواء لطول الساعات او لقدرتها على التعامل مع موضوعات والمشروعات والبرامج المتعددة والمتشعبة او لقدرتها على التعامل الفعال والسريع مع المتغيرات أو لقدرتها على التعامل مع الزملاء كعائلة وأصدقاء فتكون فريقاً للانماء بصندوق الانماء يفخر به المواطن العربي وكانت هي قيادته الفنية فارسة علمية تنفيذية .

وبالاضافة لكونها فارسة علم وأخلاق وعمل فهي فارسة تقنية ، فقد شاركت في انشاء المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات وبناء معاهد تدريب وطنية واقليمية دربت الألوف وفي مبادرات دعم القرار وتسجيل التراث والتعلم عن بعد وادخال الانترنت وهندسة البرمجيات للعالم العربي . وعلى الرغم من أن بصماتها كانت واضحة في مجالات تكنولوجيات المعلومات والاتصالات الا أنها كانت دائماًَ كالجندي المجهول تحارب لكل قضايا التنمية والبناء وتتواري عن الأضواء والأوسمة مثل كل الفرسان .. ودكتورة / مرفت بدوي كانت فارسة للتنمية العربية مع السيد / عبد اللطيف الحمد في مشروعات صندوق الإنماء العربي للربط الكهربائي العربي والتي يعتبر اهم مشروعات التنمية والتعامل العربي في المائة عام الماضية على الإطلاق شاركت ايضاً في قيادة فرق العمل الفنية لتمويل اعداد وتنفيذ محطات كهرباء عربية لتنير لأمة العرب منازلها وتشغل مصانعها وتضئ طرقها أضافت هذه المشروعات ما يقرب من 20% من الطاقة الكهربية للعالم العربي ومشروعات البنية الاساسية في المغرب واليمن وموريتانيا ببليون دولار وتخفيض ديون مصر ، والتقرير الاقتصادي العربي وتقرير التنمية البشرية العربية وغيرها .

في مصر كانت - وأنا شاهد على عصر - سنداً تنفيذياً لمساهمات الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لمصر خاصة حين مرت بتحديات اقتصادية وتنموية ويشهد السادة رؤساء الوزراء خاصة د . عاطف صدقي ، د . عاطف عبيد ومعهم السادة وزراء الكهرباء على ما قامت به ويشهد ايضاً الوزراء المتعاقبون للتعاون الدولي والتعمير والبترول والثقافة على مساهمة عملية اضافت لمصر سواء في مشروعات او في قيادة تجمعات مالية دولية لمعاونة مصر والوقوف معها في كل الظروف والتحديات ... فلنقف جميعاً مصريين وعرباً تحية لسيدة وفارسة اعطت حياتها لتنمية أمة العرب ... تغمد الله فقيدة التنمية العربية ومصر برحمته ... والبقاء لله .