جريدة الأخبار – الأربعاء 10 أغسطس  2003
المشاركة المجتمعيه فى التعليم : نحو مشروع قومى (2)

أدعو لمشروع قومي يمكن تشبيهه ببناء السد العالي الجديد أو بالعبور "أكتوبر العظيم " لعصر جديد يتطلب تعبئه ومشاركة لكل المجتمع في بناء إنسان جديد : قائد ومنافس عالمياٌ ومشاركة لكل المجتمع في بناء إنسان جديد : قائد ومنافس عالمياٌ متميزا ومتفوقا و مشاركا وفاعلا , ومتفتحاٌ ومبدعا منتميا لوطنه , ومحبا لترابه وتراثه وأهله يرعي مكارم الأخلاق مؤمناٌ بالله , ومحافظاٌ علي عقيدته , ومحترماً لأخيه الإنسان فكراً وعملاً وعقيدة يؤمن بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وبالعدالة الانسانيه والاجتماعية وتكافؤ الفرص , وملماً بلغات ومهارات العصر العملية والتقنية والدعوة للمشاركة المجتمعية ليست بجديدة فهي تمارس عبر الأجيال , ولكن ندعو للتعبئة العامة للمجتمع نحو إحداث نهضة حقيقية في التعليم ... الحمد لله الفكر موجود وهناك المخلصون والجادون , ولكن كيف يواجه المجتمع إدارة التعليم لعدد 33 ألف مدرسة فهل يمكن أن يتم ذلك تحت إشراف وزارة التعليم فقط أو إدارة أكثر من 1000 مدرسه في المتوسط في كل محافظة ؟ أنا من المتحيزين لاهميه تطوير الاداره لمنظومة التعليم واللامركزية فيه ومن خلال مشاركه مجتمعيه في إدارة كل المدرسة بفاعليه , والسؤال هل لدينا القيادات الكافية والقادرة علي المشاركة والعطاء -أعتقد أنهم موجودون ولكن تعبئتهم ستأتي من خلال دعوه وصحوة لأهم أولوياتنا علي الإطلاق فهل هناك أهم من الأبناء ؟ ولكن السؤال البديهي هل يتم ذلك في إطار منظم أو يترك للعشوائية في التنظيم أو الفكر ؟ بالطبع يجب أن يكون منظماً في إطار ولوائح تسمح بالتطوير والتي لا تسمح بأي مساس بالأمن الاجتماعي لمصر ... والعناصر الرئيسية لتطوير منظومة التعليم تشمل المقرر " أو المنهج " المدرس , والمدرسة " المكان " والموارد المالية والإدارة .. وفي حديث مع السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور / عاطف عبيد وهو رجل ذو فكر ومعرفه وخبره واقعيه ومن اشد المؤمنين بأهمية التعليم وهو كما يراها أن طموحات الوطن يجب أن تركز في التعليم الأساسي والجامعي علي استيعاب المعارف من جهة وعلي اكتشاف المهارات والاستعداد لتنميتها وان التعليم يجب أن يحاكي احدث ما تحقق من تطوير في العالم ومن ثم يأتي أهميه أولا إعداد المدرسيين القادرين علي إحداث هذا التطور والمناهج الملائمة للعصر الجديد ومجتمع المعرفة وإدارة للموارد المحددة لتعظيم عائدها عمليا من تعليم راق وان هذا لن يتأتي إلا من خلال إدارة عصريه . ويري سيادته أن الإشراف والإدارة الحالية التي ترتبط بالمركزية تواجه الكثير من الصعوبات بل أن الإشراف علي 33 ألف مدرسة في مرحلة التعليم الأساسي هي عمليه شبه مستحيلة وان الإشراف والمشاركة المجتمعية هو أساس للتطوير وهناك تجارب جادة في الاسكندرية والقاهرة والجيزة والصعيد وغيرها من المحافظات لمشاركة أولياء الأمور وقطاع الأعمال ... وان هناك شرطين هامين للمشاركة أولهما أن يكون هناك مصلحه لتعميم الأداء ولتوجيه الاداره ولحساب الاداره وثانيهما أن يكون لديهم القناعة الذاتية بالممارسة عن طريق توفير وقت أسبوعيا للمشاركة في الاداره والتوجيه ... ويستمر السيد رئيس مجلس الوزراء في دعوته ويشاركه السيد الدكتور / حسين كامل بهاء الدين لتبني مدرسه لرجال الأعمال وللمجتمع المدني وفي توفير الموارد اللازمة لهذا التطوير والمشاركة في الإشراف علي تطوير المنشآت التعليمية وتطوير المدرسين ومراعاة درجه الانضباط في العملية التعليمية ورعاية الطلاب واختيار القيادات " النظار " وغيرها .

وإذا كان هذا فكر رئيس حكومة مصر ووزير التعليم فالمطلوب من المجتمع القناعة بأن قضيه التعليم ليست مسئولية وزارة أو مسئولية الحكومة فقط ولكنها مسئوليه مجتمع ومسئوليتنا جميعاً.. والدعوة هنا للمشروع القومي للمشاركة المجتمعية هي دعوه لكل المصريين بأن تكون هذه المشاركة الأولوية المطلقة في إطار منظم وتحت إشراف وزارة التعليم - ممثلة للحكومة - وهذه الدعوة ليست بجديدة ولكن دعوتنا هنا " الصحوة " لتفعيل ذلك من سياسة واستراتيجيه إلي توجه عام لإحداث نهضة حقيقية في التعليم كأساس لمجتمع المعرفة ... وللحديث بقية