جريدة الأخبار – الأربعاء 7 يوليو  2002
مصر وتقرير التنافسية العالمى

سعدت بالاهتمام بما عرضته الأسبوع الماضى حول تقرير التنافسية العالمى وهو يؤكد ما اؤمن بة دائما باننا امة قادرة حين نريد ان نحقق الترابط بين صناعة الفكر ... وصناعةالقرار . وبين مراكز الرأى ... واتخاذ القرار . والقرار الذى اطالب هو بسيط ودقيق وواضح واريد ان يجيب علية المجتمع المصرى , حكومة وقطاع خاص و مجتمع مدنى ... وهو اين نريد ان نكون ( ما هو ترتيبنا ) بين دول العالم ؟ وهو ببساطة شديدة مثل كرة القدم وكاس العالم ؟ او مثل ما معظم العائلات المصرية تتمناه لاولادها من ان يكون الاوئل ؟ فهل نريد ان نكون كامصر من اوئل دول العالم .. الصاعد مصر ترتيبها بمقايس ساكس الـ 51 والـ 75 دولة يشملها التقرير وسبقنا مباشرة اسرائيل وترتيبها الـ 24 ويليها بالترتيب البرتغال وإيطاليا وشيلى والمجر وأستوينا وملازيا وسلوفانيا و موريشيس و تايلاندا وجنوب افريقيا وكوستاريكا واليونان والتشيك و نيرنداد والصين وسلوفاكيا و بولندا والمكسيك وليتوانيا والبرازيل والادن و اوروجواى ولاتفيا والفلبين والارجنتين وجمهورية الدومنيكان ثم مصر ام ترتيب بورتر فنرى البرازيل 30 ثم يليها البرتغال وسلوفانيا وتركيا و نيرنداد والتشيك والهند ومالازيا وتيلاندا وسلوفاكيا وجامايكا وبولندا ولاتفيا واليونان والاردن ثم مصر وترتيبها ال (45). وكما ذكرنا ساكس يقيس الوضع الحالى للدول وبورتر ينظر لفترة الثلاث الى خمس سنوات وهذا الترتيب يتغير كل سنة .

ولكى نقفز لافضل 30دولة يجب ان نضع هذا الهدف الأجندة اى انةيجب ان نأخذ قرارا كمجتمع بهذا . وهذا مختلف تماما عن القرارات السيادية او القرارات الحكومية او الوزارية .. طرق ابواق اليأس ومقالات التشويه والهدم والتغريض بالنجاح والناجحين لا يصنع التقدم . علينا ان نفعل مثل الكوريين من تخلف كامل حتى السبعينات اصبحوا الدولة رقم (23) على مستوى العالم اقتصاديا .. ورايناهم حتى فى كرة القدم اصبحوا رقم 4 ... لم يفوزوا بالمرتبة الاولى .. ولكن تميزوا فى التنافس فى كل دول العالم . اريد لمصر هذا ... ان تتنافس مع من ينافس عالميا .فالتنافس يصنع التقدم ... ويصنع التعاون ... ويصنع المحبة .. ويصنع الاحترام المبنى على تقدير القوة والقدرة والمكانة والحضارة .

مجتمع المعلومات ... هو اصطلاح لمجتمع متقدم ويتقدم .. ولا حديث عن مجتمع المعلومات فى غياب عزيمة وعمل وتقدم ... ويشبة ذللك وجود حاسب آلى لا يستخدم أو انترنت لا يستطلع ... الحاسب والانترنت هما إداة لتطوير الانتاجية ولاتخاذ القرار ولصنع التقدم على مستوى الفرد وعلى مستوى الشركة لتحقيق تنافس لسلعة او لخدمة .. ثم لتحقيق تنافس لدولة . وياليت هذا يمكن شراؤة ... ولكن للأسف التقدم صناعة تتطلب الفكر والعقل والبحث والتصميم .. ثم التنفيذ والمتابعة والجهد والعرق . اريد ان تنافس المدرسة المصرية فى مخرجاتها عالميا مدارس احسن 25 دولة وتخرج تلاميذ من افضل 25 دولة فى الرياضيات والعلوم واللغات ... وان نضع هذا كهدف للمجتمع , أريد ان تتعلم الزاميا كل فتاة فى مصر وا تشارك المرأة ايجابيا فى المجتمع ,اريد ان ينافس القطاع البنكى والاستثمارى افضل بنوك العالم , أريد ان ينافس قطاع السياحة اسبانيا وايطاليا وانجلترا , أريد ان تنافس , أريد ان تنافس صناعتنا وصادراتنا ذات المميزات النسبية نظيرها الاجنبى , أريد ان تنافس شركات طيران مصر الأمارات و دبى , أريد ان تنافس حكومتنا بالمعلومات افضل الحكومات خدمات للشعوب وللأداء بالحكومة الألكترونية , وان تعود مصر جاذبة للأستثمارات الاجنبية والعربية .

فى أوائل الثمانينات مصر قررت ان تقوم من عذرتها ... وتحقق على ارضها من انجازات ما قفز بها تنافسيا وجذب العالم والعرب والمصريين ... وكن احد اسلحته المعلومات ودعم اتخاذ القرار والترابط بين صناعة القرار ... واتخاذ القرار التنفيذى من جهه , والترابط بين اتخاذ القرار التنفيذى والمعلومات من جهة ... واتخاذ القرار السياسى " .

وأول خطوات النقلة الجديدة هو ان نقرأ ونعى اين نحن ؟ وكيف يرانا العالم ؟ وان نسمع لصاحب الرأى ؟ وان نأخذ قرارا عمليا وليس ورقيا بتعبئة الأمة ... لتكون مصر الدولة الـ 30 ثم الدولة الـ 20 على المستوى العالم ... ارآها ممكنة ... نريد القرار ... والعزيمة ... وشعب العبور موجود ... بناه ومناضلين ... صانعى حضارة ومفكرين ... وشباب سيصنع المستقبل .