جريدة الأخبار – الأربعاء 30 سبتمبر  2001
المعلومات والعولمة ... والموجة الرابعة

ماذا يحدث في العالم وما تأثيره على المنطقة العربية .. وعلى مصر ، وما تأثيرة على صناعة المعلومات في مصر ، وماذا يعني بالنسبة لشباب يعمل في شركة أو يساهم في شركة صغيرة وما تأثير ذلك على أسرته الصغيرة بل والكبيرة ... اليوم وغداً حديث الساعة هو العالم ما بعد 11 سبتمبر ... وآثاره المتداعية وقد كان العالم يزهو بثورة المعلومات والاتصالات (الموجة الثالثة) عبر ربع قرن مضى وكيف تساهم في تحويل عالم العصر الصناعي وما بعد الحرب العالمية الثانية الى قرية مفتوحة عبر التليفزيون والأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات (في بعض الدول) .. ومع نهاية القرن واجهت هذه الموجة تداعيات فيما سمي الانشطار الرقمي Digital Divide ، ومن يملك ومن لا يملك الـ Have's والـ Have Nots وكان البعض منا يتصور أنها قمة التحديات التي تواجه عصر المعلومات نحو عولمة متكافئة للشمال والجنوب تترجم ما انفق عليه من مبادئ عبر القرن العشرين بدأت مما اتفق عليه بعد عصبة الأمم وعند إنشاء الأمم المتحدة من مبادئ شملت العمل على : (1) تحقيق السلام والأمن الدولي ، (2) احترام سيادة كل دولة ، (3) عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ، (4) احترام حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، (5) المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ... الخ ، بل وامتدت لتشمل ما اجتمع عليه العالم تقريباً من مرتين لاطار وآليات السوق الحر والدخول في مجتمع المعلومات العالمي ولم يتفق العالم الا بعد 11 سبتمبر فقط ، رغم ما نادت به مصر مراراً – على أهمية نبذ الإرهاب وازدواجية المبادئ (Double Standards ) والفوارق بين المجتمعات والترجمة العملية لحقوق الشعوب في الحياة والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفقر والتخلف .

الموجة الرابعة .. موجة 11 سبتمبر يجب أن تتحول من كارثة انسانية وأزمة عالمية بكل المقاييس الى اطار افضل للأمن العالمي والإقليمي والقومي وإلى سلام واستقرار على مستوى العالم دون استثناء لدين أو لون أو نوع او هوية .. للكل الحق في الحياة والعمل والتنمية والرخاء . الحق في الحياة هو للقوى والضعيف .. للغني والفقير .. وللقادر وغير القادر ، وهناك مسئولية كبيرة لمن يقود لخلق المناخ الدافع للعمل والتنمية على مستوى العالم نريد تطويراً حقيقياً للأطر الدولية فقد أصبح العديد منها دون فاعلية في عالم ازداد ترابطاً تقنياً ، يجب أن يكون مواطنو ودول العالم فيه أكثر مشاركة بعقلانية وديمقراطية وبالوسائل السلمية في كيف نعيش أفضل على موارد محدودة ... ولخير الأجيال القادمة .

واقليمياً لعل ما حدث يمثل صحوة لأمة عربية عشت أرى اختلافاتها اكثر مما رأيت من اتفاقات رغم وحدة اللغة والتاريخ والأمل والمصير . لدينا من الموارد ما يبني أمة عظمى وأهمها 300 مليون عربي يؤمنون بالله ويجنحون الى السلم والسلام ويغرسون الحب والعطاء والتكامل والخير في ابنائهم وينشدون تعليماً وعلماً وعملاً وحياة أفضل لابنائهم وهم 150 مليوناً تحت سن العشرين – نريد غداً افضل لهم .

ووطنياً نحمد الله أن صوت الحكمة كان للرئيس حسني مبارك بعد الأزمة وكما يذكر مراراً عند مناداته للسلام بان من لم يحارب لا يعرف ويلات الحروب ... نريد بنفس العقلانية صحوة وطنية للاصلاح الاقتصادي وللأمن الاجتماعي نريد أيضاً مناخاً دافعاً لعصــر المعلومات والمعرفة لـ 20 مليون مصــري " تحت سن العشرين " ما تحقق غير كاف على الإطلاق لتسليح ابنائنا للمستقبل بالعلم والمعرفة وأدوات التنمية .

نريد مشروعات تطرح كل يوم لشركات الاتصالات والمعلومات ، نريد نقلة وازدهار لهذه الشركات نريد ممارسات ومناقصات عادلة – في كل موقع في المجتمع – كي نستطيع الشركات الصغيرة والمتوسطة المساهمة في بناء مجتمع اقتصادي علمي وعملي أقوى نريد سياسات غير متحيزة لفئة او لأشخاص نريد أن يشعر كل انسان بالعدل والقدرة على النمو في مناخ صحي عملاً وليس قولاً فقط .

ترى ما هي سيناريوهات المستقبل – أي منها يتطلب اطاراً ومبادئ وقيماً ومنهجاً وقراءة مستنيرة للواقع والفرص والتحديات .. حينئذ نستطيع اجابة اسئلة الشباب والشيوخ في صناعة المعلومات بل في كل قطاعات المجتمع بالفعل نخلق المستقبل ... وللحديث بقية .