جريدة الأخبار – الأربعاء 21 أكتوبر  2001
المعلومات وعالم يتغير

مع التقدم المذهل لتكنولوجيا المعلومات تغير العالم بمعدلات لم يعرفها ما سبقه من عصور ، وتم التغيير نتيجة لما حدث من تقدم في الكمبيوتر وشبكات الاتصالات والأقمار الصناعية والمعلومات وقد سميت بثورة المعلومات أو بالموجة الثالثة وقد اصطلحت على ما حدث ويحدث بعد أحداث 11 سبتمبر بالموجة الرابعة ، تمثل الموجتان تحديات متلاحقة عالمية وإقليمية ووطنية .

واسمحوا لي أن أركز اليوم على ديناميكية ما يحدث في مجتمع المعلومات العالمي " الموجة الثالثة " والذي – بالطبع – يتأثر بمعطيات الإطار العالمي السياسي والاقتصادي والمؤسســي والمالــي والتجاري ، ويشمل أيضاً ما نراه في عالمنا من :
- فجوات التنمية " العالم المتقدم والعالم النامي " .
- فجوات المعرفة " من يعلم ومن لا يعلم " .
- الفجوة الرقمية "أو من يصطلح عليه بالإنقسام الرقمي " .
- فجوات الثروة " من يملك ومن لا يملك " .


الإطار العالمي للمعلومات ومعه سوق المعلومات وصناعته واتساعها او انكماشها عالمياً واقليمياً ومحلياً يواجه التحديات التالية :
التحدي الأول : ويشمل بناء البنية الأساسية للاتصالات والمعلومات الوطنية والاقليمية والعالمية ... وقد تكون هذه أسهل التحديات رغم احتياجاتها للموارد المادية وضرورة توافرها . التحدي الثاني : ويشمل بناء المحتوى وقد تكون هذه أصعب التحديات بالنسبة للعالم النامي والذي في معظمه لم يهتم ببناء قواعد البيانات والمعلومات سواء على مستوى حكوماته او شركاته وقد كان لمصر سبق في هذا حيث أقامت في خمسة عشر عاماً بدأت في عام 1984 وفي عهد مبارك قواعد البيانات الوطنية في كل مجال وكل قطاع وكل وزارة وكل محافظة وكل حي بل في نصف قرى مصر .. ويبقي في مصر تحد للقطاع الخاص ولكل مدير يقود شركته لبناء قواعد البيانات الخاصة به في عصر وعالم ينافس ويتغير . التحدي الثالث : ويشمل إعادة الهيكلة لصناعات وشركات العصر الصناعي والقرن العشرين لتوائم الأسواق الإلكترونية وعصر المعلومات . التحدي الرابع : تأهيل المجتمع لعصر المعلومات معرفة وتعليم وتدريب ومهارات لاطفاله وتلاميذه وطلابه بل ولعلمائه ومثقفيه وقوة العمل والمرأة وغير القادرين والأميين . التحدي الخامس : المعرفة وتشمل باتساع وبدقة الثقافة والتعليم والتكنولوجيا والتراث وغيرها من المجالات لكل فرد من أفراد المجتمع وهو تحد للأمم والحكومات والشعوب لأنه قد تغير وللأبد مفهوم المعرفة كتعليم في مدرسة وجامعة بل هو يشمل الآن توظيف أجهزة الإعلام والثقافة والاتصالات وغيرها في مراحل متصلة لاكتساب هذه المعرفة . التحدي السادس : هو إدارة المعلومات والبيانات وتحديثها وما يتضمنه ذلك من توافر للمعلومة المطلوبة في الوقت المطلوب لكل قطاعات المجتمع لمتخذي القرار والحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني ... للمواطن والعامل ، للمدير والقائد . التحدي السابع : بناء والحفاظ على وتشجيع قيادات المجتمع سواء لمن يتولى العمل العام او من يقود العمل الخاص او من يمارس الخدمات الأهلية كلهم أعمدة المستقبل تصقل بما يعد من قيادات اليوم ولا مستقبل بدون قيادات لعصر المعلومات . التحدي الثامن : التعامل مع سرعة وحجم التغيــير لمجتمع المعلومات الالكتروني " E -WORLDà ويشمل التغيير الذي يحدث تقدماً في تقنيات تستحدث او في علم يبتكر او في تطبيقات تمارس ، او في اتجاهات تقترح او في معلومات تفيض . التحدي التاسع : الحفاظ على واستثمار التراث الإنساني وجذور الحضارات والعادات والتقاليد واللغات والأديان بل وخير وما منحه الخالق من بيئة توازناً وتقدماً وتواصلاً ... التحدي العاشر : الأخلاق وتمتد لتعرف وتحدد معطيات وإطار مجتمع المعلومات العالمي والتعاملات الالكترونية وما يحدث فيها من علاقات انسانية تتضمن حرية التعبير مع احترام الخصوصية للافراد والشعوب والدول ، ويشمل ايضاً احترام لقواعد العمل بين المؤسسات والشركات والأفراد .

التحديات متجددة ومتغيرة وتتطلب اطاراً جديداً يحقق تكاملا بين التقنية وتسارعها وقطاعات الاعمال وتغيراتها بل تتطلب التكامل مع الأبعاد والأطر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لعالم ما بعد الموجة الرابعة ... وللحديث بقية .