جريدة الأخبار – الأربعاء 11 نوفمبر
2001 تلاميذ من مصر على طريق العولمة
عشت يوماً سعيداً في زمن الأخبار السعيدة تمثل عمله نادرة – حيث رأيت شباباً من مصر يساهمون في بناء جوانب مشرق للعالم وكيف يجب أن يكون باستخدام الإنترنت مع آخرين من دول العالم، وكان عدد الشباب هو 90 تلميذاَ من 14 مدرسه حكومية وخاصة من محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية وكفر الشيخ من إجمالي250 تلميذا شملهم برنامج بدأ عام 1988 وبالتعاون مع وزارة التعليم والولايات المتحدة الأمريكية والمركز الإقليمــي لتكنولوجيــا المعلومات وجمعية الــ IEARN وهي جمعية أهلية (ليست بغرض الربح) التي تقوم بتنفيذ البرنامج في دول مختلفة وتتعاون في إنشاء برنامج ومركز في كل دوله وبالتعاون مع وزارات التعليم والمراكز والمؤسسات المختلفة في كل دولة.
وكنت قد دعيت لإلقاء الكلمة الافتتاحية مع السفير الأمريكي ألقاها نائبه السيد/ رينو هاريش ونائب وزير التعليم في احتفال تكريم المشاركين في هذه الاحتفالية والتي أقيمت بحديقة السفارة الأمريكية وشارك فيها تلاميذ المدارس المصرية وأساتذتهم ومديرو المديريات التعليمية وكانت مفاجأة سارة أن نري نموذج تعاون للوجه المضيء للتعاون الإنساني والدول والمؤسسات في فترة معظم أخبارها عن الحرب والإرهاب وتداعياتهما.
ويهدف البرنامج إلي إعداد شباب وتلاميذ في مدارس مصر للمشاركة والريادة في عصر المعلومات من خلال الاستخدام العلمي للإنترنت وتحقيق التواصل بينهم وبين زملائهم في الولايات المتحدة ودول العالم المختلفة. ويقوم الشباب بإعداد موضوعات مختلفة ومشروعات متعددة عن العالم الذي يعيشون فيه وعن المستقبل وكيف يرونه.
وقد فازت تلميذه مصرية اسمها هبه عبد الفتاح تلميذه بمدرسة نفرتاري بالقاهرة بمقاله عن السلام والتي كانت كلماتها تنافس في الحب والفكر والإبداع اجمل ما كتب عالمياً، وكانت سعادة بالغة أن يعلن أنه تقرر بعد فوزها عالمياً طبع كلماتها وتوزيعها علي مستوي مدارس العالم للمشاركة في البرنامج، ما أحلي وأعظم فوز تلميذة لم تتجاوز 15 سنه بكلمات من القلب والعقل تعكس مصر الجذور والعائلة والتعليم والحاضر والمستقبل والحضارة.. علي مستوي العالم.
لقد فاز 8 من تلاميذ 4 محافظات وسافروا لتمثيل مصر في المؤتمر الدولي للتعليم مع أربعه مدرسين إلي جنوب أفريقيا وكانوا عنوانا مشرفا لمصر.
لقد رأيت في هذا اللقاء الوجه الأفضل للحاضر والمستقبل:
أولا: في عيون وكلمات أبنائنا من تلاميذ مصر... يمثلون وجهاً مشرقا وأملاً لنا.
ثانياً: في جهود صامتة مخلصة لمدرسين ومعلمين وإدارات تعليمية متميزة.
ثالثاً: في رؤية وسياسة وجهد مخلص لوزير ولوزارة التعليم مساهم في إدخال الإنترنت والتعليم والانفتاح لعصر جديد.
رابعاً: في مبادرة لبرنامج دولي IEARN يعمل علي تعاون أبناء الشعوب من خلال الإنترنت حول حاضرهم ومستقبلهم والإدارية والإشراف عليه وأخص بالذكر في مصر السيدة/ مارجو عبد العزيز والسيد روبرت لينسي ومن بدأ به السيد/ ريتشارد بوميين.
خامساً: في تعاون بين وزارة التعليم المصرية والحكومة الأمريكية(السفارة الأمريكية) لغرس وبناء تعاون حضاري لخير مستقبل الشعوب.
سادساً: في دور مشارك للمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات دينامو الاستثمار في أطفال مصر وشبابها من خلال الإنترنت هبة رمزي وفريق العمل معها.
تحيه لنموذج تعاون بين حكومات ومؤسسات ولدور مثالي لمعلمين (في صمت)..... ولتلاميذ يصنعون عالما جديداً ومستقبلاً جديداً والأمل في عالم أفضل ... بسلام وحب .... لعصر معلومات.