جريدة الأخبار – الأربعاء 2 ديسمبر  2001
المعلومات واستراتيجية التقدم

المعلومات هي نور.. والاستراتيجية هي الطريق.. والنور والطريق أساس الوصول من مكان إلي مكان أخر.. وكل من النور والطريق يحتاج الإنسان والشركة بل المجتمع والدولة. وغياب الاستراتيجية تعني غياب الطريق، وتوفرها يعني توافر خريطة الانتقال من الواقع إلي المنشود، كما أن الطريق يتميز بجودته مواد وهندسة وتمهيد ورصف وتنفيذ فإن الاستراتيجية تتميز بمعطياتها ومعلوماتها وهندستها وتطبيقها. الاستراتيجية أيضاً تصاغ في وجود أهداف يسعى الوصول إليها أو للحفاظ عليها. والمعلومات أساس لصياغه هذه الأهداف والاستراتيجيات.

وفي غياب المعلومات الواضحة، كل ما يتم صياغته من أهداف واستراتيجيات هي أوراق غير موضوعية، وفي وجود المعلومات يمكن أن تصاغ الأهداف والاستراتيجيات العملية إذا ما رشد الإطار الفكري والعلمي والعملي والواقعي.

علي مستوي الفرد يجب أن يعرف ويعي طريقة في الحياة وبدون معلومات يضل الإنسان الطريق ولا يعرف متي يتجه يمينا أو يساراً للوصول للهدف.

علي وجه المثال: تعليم الفرد يرسم طريقه بعد ذلك. والتعليم الجيد هو الذي يساهم في تحديد كيف نختار الطريق المناسب في مجتمع المعلومات. العمل وهو رحله تبدأ وتستمر وتنتهي وبدايته (أول فرصه عمل) تحديداً في معظم الأحيان ما يعمله الفرد بعد ذلك، ما لم يغير طريقه للأفضل.

علي مستوي الشركة : قد تنجح الشركة في وجود معلومات ورؤية واستراتيجية لها تفشل تماماً إذا لم تتوافر. علي الرغم من أهمية توافر المعلومات والرؤية والاستراتيجية كأساس لنجاحها ولكن هذا شرط غير كاف.

فهناك ضرورة أيضاً أن تعرف كل إدارة ويعرف كل عضو في الشركة توجه الشركة لتحقيق أهدافها كي تتحرك بشكل وأسلوب متجانس للأمام وأيضاً يتطلب نجاح الشركة أن تعمل في قطاع ومجتمع له استراتيجية. وهي من العوامل الخارجية التي لا تملكها الشركات ولكن تتطلب مشاركة فعالة ومن هنا تأتي أهمية الاتحادات والغرف والجمعيات التي تنظم ممارسات الشركات وقطاع الأعمال .. والتي لا يمكن أن تعمل بفاعلية دون معلومات ورؤية واستراتيجية. وعلي مستوي الدولة: يجب أن يتم توظيف كل قواعد المعلومات ومراكز دعم القرار التي بنيت بالجهد والعرق والعقول الوطنية المتميزة. أولا: لتوفير ونشر المعلومات علي كل المصريين. ثانياً: لصياغة وتحديد وتدقيق رؤية واستراتيجية لمصر وللمجتمع بل كل القطاعات. ثالثاً: لنشر ما يتم وتحديده وصياغته من رؤية وأهداف واستراتيجيات بواسطة المتخصصين علي كل المصريين.. لأن التقدم يحدث بكل المصريين.. مواطنين وقطاع خاص وحكومة .. ولا يمكن أن يتم بجزء من الكل ولا يمكن التقدم بالكل دون أن يعرف أين الطريق. رابعاً: لصياغة استراتيجية لمصر وقطاعاتها الإنتاجية والخدمية بعد 11 سبتمبر، ويجب توظيف العلوم والخبرات التي تم توطينها نحو إدارة الأزمات لتكون جنباً إلي جنب مع استطلاع وتحديد الفرص الجديدة فلا يمكن القول إننا لم نتأثر لما حدث بينما تأثر العالم كله من حولنا.

في كل عصر وكل زمن هناك أزمات وقوة أي مجتمع في تحويل الأزمة إلى فرصة والفرصة إلي تقدم... ولا يمكن أن يتم هذا بدون أن نحدد أين الطريق ... ولا يمكن معرفة الطريق دون معلومات ورؤية واستراتيجية .. تحديد وتعلم وتنفذ وتتابع ... ويشارك فيها كل المصريين ... ولازال هناك أمل