جريدة الأخبار – الأربعاء 21 يونيو
2006 حلم الفقراء
هل تحلم بغد أفضل ؟ هل هذا احد الحقوق الطبيعية للانسان أم أن ذلك منحه . ما هو حلمك ؟ منا من يحلم ان ينجح فى امتحانه وآخر ان يجد فرصة عمل ، وثالث ان يستطيع أن يزوج ابنته ، ورابع ان يجرد عروسه أو أن تجد شريك حياتها ، وخامسا ان يحصل على قطعة ارض يزرعها ، وسادسا ان يلبى اقساط عليه ، وسابعا أن يترقى ، وثامنا أن يكون غنيا ، وتاسعا ان يطعم ابناؤه وأن يعلمهم ، وعاشرا ببلد وعيشه أفضل … وأى كان حلمك فهذا حقك ، أم حق المجتمع أن تمارس تحقيق هذا الحلم – أن اردت – بالطرق المشروعة . وحقك على المجتمع ان يتيح لك – من خلال الدولة – المناخ والسياسات والبرامج المشروعة التى تساعد الافراد والشعوب على تحقيق احلامها … ومقياس النجاح هنا ليس بتدفق الاحلام فى ابرامج عاجيه ، واوهام غير واقعيه ، وليس بعدد ونوع وصخب وزخم المانشيتات الصحفيه لمسئول هنا أو هناك عما يتحقق ولكن فى مدى تحقيق ابناء الشعب لاحلامهم وآمالهم عمليا وواقعيا .
ويتسائل الكثيرون - على مشاكلهم اليومية – بعيدا عن ضوضاء الفضائيات وفوضى الفكر على الساحة العامة . ومن هذه المشاكل المؤرقه للفئه العريضه من الفقراء ما كاد أن يصبح ويتحول الى حلم بدلا من ان يكون حق . والتساؤل الرئيسى هنا هل ستتحول الحقوق الى احلام أم نحول الاحلام الى حقائق ؟ وقد تفاعلت مع احدهم وهو عزيز النفس ومحترم حين قال لى "ازاى اعيش واكل عيالى يابيه ؟ وحسب لى احتياجاته الاساسيه من الخبز" العيش " ومن الاكل ومن الملبس ومن المواصلات ومن التعليم ومن موضه الموبايل واسعار المكالمات … وبحساب بسيط لدخله (الغير مناسب) واحتياجاته الاساسيه جدا دون اخذ فى الاعتبار أى اساسيات (تعتبر رفاهيه بالنسبه له) مثل كيلو لحمى فى الشهر أو دجاج (غير متوفر) أو بديلهم من السمك أو الالبان … ما لا يرى ولا يسمع على سطح المجتمع هو الآم وأنين الفقراء . بالمعلومات يجب ان نحمى المجتمع من الآمه … وفى غياب المعلوما يشقى من لا يحصل عليها ويغتنى من يملكها … توفر المعلومات ونشرها عن احتياجات المواطن المصرى واستهلاكه واسعار السلع المختلفة بالاسواق المختلفة من اسوان الى رشيد ومن مطروح الى العريش هى حق من حقوق المجتمع خاصة فقرائه وواجب من واجبات الحكومة ، وضرورة من ضرورات امننا القومى … هل يمكن ان تحيى الحكومة مشروع شبكة معلومات الاسعار الجغرافية ؟ من الضرورة والاهمية السيطرة على اسعار السلع بالاسواق وتوفير احتياجات المواطن خاصة الفقراء من طعام وعلاج ومسكن وتعليم . بل من ضرورة العمل على تخفيض اسعار السلع من خلال آليات السوق الحر الحقيقية وليست المغلفه بادوات احتكارية تؤثر على الفقراء … من الضرورى ايضا تدعيم شبكه الامان الاجتماعى وحماية الفقراء . يجب الا تتحول حقوق الفقراء الى احلام !!! والتساؤل هنا هل هذه دعوة أن نقيم موائد رحمن فى كل قرية هبه وزكاة ؟ … أرى – على العكس من ذلك – ضرورة ان نقوم بخلق فرص عمل حقيقية منتجه وذات قيمه مضافه وعائد مجزى يستطيع فقراء مصر من تحقيق احتياجاتهم ومن ثم تجاوز الواقع والدخول الى مجتمع الذين يحلمون بالتطور والتقدم … الاسراع بالتنمية هو حق لكل المصريين … ؟ علينا أن نبنى مصانع وننشئ شركات ومشروعات صغيرة وكبيرة اذا اردنا ان نسرع حقيقة بالتنمية علينا أن نوسع قدرة وطاقة من يحلم بمجتمع افضل ، وان نسثير فيهم القدرة لتحويل الاحلام المشروعة الى حقيقة لهم ولابنائهم ولوطنهم الذين يعيشون فيه ويملكونه حاضرا ومستقبلا … بالمعلومات لكل المصريين … تتقدم مصر … وللحديث بقية