جريدة الأخبار – الأربعاء 29 يناير  2014
اغتيال المصريين

من الذي يقتل المصريين ... ومن هو المسئول عن قتل المصريين ؟ وكم عدد من قتل من المصريين ... من الذي اغتيل دفاعا عن الوطن ... ومن الذي قتل دفاعا عن حدود مصر ؟ وعن سجون مصر ؟ وعن الأبنية الحيوية في مصر ؟ ... ما عدد الذين قتلوا في شوارع مصر ؟ ما هو عدد الضحايا الحقيقي في بورسعيد والسويس والإسماعيلية والمنصورة والإسكندرية والقاهرة وغيرها من المحافظات ومن أبناء مصر بالشرطــة والجيش ، من الــذي يقتل المصريين ومن هو المسئول عن حجم وعدد من يقتل ؟ ... هل هناك من يسعي إلي أن تتحول مصر إلي النموذج العراقي أو النموذج السوري ... هذه ليست بلدي ... مصر التي أعرفها لا تعرف الدماء ... مصر التي أعرفها لا تعرف القتل ... من الذي يقتل المصريين ؟ من الذي يتسبب في قتل المصريين ؟ ... عشت أسعي للتقدم والتنمية والإصلاح والتغيير ولم يخطر علي خاطري أن أري في مصر السلام أرضا للدماء ... لم أكن أتخيل أن يقتل المصري أخاه ... هذه ليست مصر التي أعرفها وهؤلاء ليسوا من أبناء مصر الذي أعرفهم ... مصر لن تتحول إلي العراق أو أفغانستان فهي أرض المحبة والسلام ... هناك من يحاول إن تكون مصر - بفلسفة الانقسام والكراهية - مثل النماذج الدموية التي رصدها التاريخ المعاصر للمنطقة العربية ... فهل هذه هي الفوضى الخلاقة ؟ هل هي الديمقراطية الجديدة التي يحلم بها الأخوان أم الثورة الإسلامية المزيفة أم هو ربيع الخريف العربي ... ما نراه في الشارع المصري هو محاولات مستميته لمسلسل دموي يسعي لتدمير أمة وشعب وروح وأرض السلام ... المشهد الحالي يشهد تباين في الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية ويشمل ذلك أولا : في 25 يناير احتفل وبكي المصريون في يوم هو ثورة شعب ويوم شهد اغتيال وقتل ما يزيد عن 30 من أبناؤه وما يقرب من مائتين من الجرحى والضحايا ، وثانيا : شعب يريد الثأر لأبنائه من قوي الإرهاب والإجرام ، وثالثا : جهاز شرطة يستميت في حماية شعب وحماية نفسها بعدما أصبحت في حالة استهداف متواصل ، ورابعا : جيش يدعم الشرطة في حماية وطن ومنشآته وشعبه ويستدرج لحرب إرهاب في سيناء وتدريجيا لتخريب مدن وقتل أبرياء ، وخامسا : نجاح مبهر لدستور عصر جديد ، وسادسا : نهاية كاملة لثلاثين عاما من حكم فرد أنتهي بانفجار شعب بثورة 25 يناير وعام من حكم الأخوان انتهي بثورة 30 يونيو ، وسابعا : انتهاء لعصر دكتاتورية الفرد وانتهاء لحلم الإسلام السياسي ، وثامنا : وطن ينتظر قرار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية ، وتاسعا : وطن يتطلع إلي إصلاح تشريعي يواكب الدستور الجديد ، وعاشرا : مشروع لتقدم وانطلاق الوطن أصبح حتميا لكل وبكل المصريين ، وحادي عشر : عالم حولنا بين صديق وعدو وحليف ومتدخل ، وثاني عشر : شعب عاني ويعاني من الفقر والجهل وسوء التعليم والعلاج والنقل والمواصلات والفرصة والأمل ... من يغتال المصريين يسعي أيضا لاغتيال روح وطن وأبناءه ويقتل حلم وأمل ثورتهم بحياة أفضل تعليما وعلاجا ومسكنا وفرصة عمل ... يسعي أيضا لاغتيال طموحات الاستقرار والتنافس الاقتصادي والرخاء الاجتماعي ... اغتيال المصريين هو اغتيال لنفس عزيزة واغتيال لثورة شعب واغتيال لحاضر ومستقبل ... هم جرائم حرب ضد شعب سيعيد السلام لأرض السلام ... بإذن الله .