جريدة الأخبار – الأربعاء 4 يناير
2012
مشروع التقدم والنهضة
|
|
عام سعيد بإذن الله ... إشراقه العام الجديد لكل المصريين هي " الأمل " ، وهـي " الدعاء" لمصر بمستقبل أفضل وحياة أجمل ... عام 2011 بدأ بثورة في 25 يناير ثم تلاها نكسة كل شهر بل كل أسبوع وأحيانا كل يوم ... ثورة 25 يناير فجرت الأمل ، والمحبة والحرية ... ما تلي ذلك من نكسات قتلت المصريين ، وسرحت المجرمين ، وخربت الوطن ، وحرقت بيوت العبادة ، ومنارات العلم ، وخطفت الأطفال ، واختطفت وطن ، وزيفت إرادة شعب ، ومكنت التيار الديني والمتشدد علي الوسطية والتآلف والمحبة التاريخية للمصريين ... دعوتي للعام الجديد هي أيضا دعوة أمل وعمل ، وحب ومحبة ، سلم وسلامـة ، صلح ومصالحة ، وحدة ومؤازرة ... دعوتي للعام الجديد هي لنقلة نوعية لمصر طال انتظارها لتحقيق التقدم والنهضة ... إيماني بثورة يناير هي في أن تكون ثورة بناء وتقدم ، وإنتاج وعلم ، وتعليم وعلاج ، وتصدير وسياحة ، وعدل وعدالة ... مشروع التقدم والنهضة لمصر بدايته حلم وغايته السعادة ... حلم لكل المصريين لوطن متقدم وسعادة بتحقيق الطموحات والغايات لكل مصري وللأجيال القادمة ... والتساؤل ما هو الحلم للوطن ؟ ... حلمي لمصر أن تكون دولة متقدمة مع عام 2030 وأن ينعم كل مصري بعدالة بنتاج هذا التقدم ... مشروع "التقدم والنهضة" إطاره سياسي واقتصادي واجتماعي وبيئي ... وسياسيا تقدم مصر أساسة إطارا ديمقراطيا حقيقيا ينتقل بمصر مما كانت وأصبحت فيه من دكتاتورية النظام الأوحد إلي التعددية المتكافئة الحقيقية التي تعكس الوطن وليس فصيل فيه تمكن بالقوة والمال وتزييف الإرادة سواء كان بالأمس أو اليوم ... مصر الديمقراطية هي مصر 2020 ومصر 2030 من المؤكد أن شباب ثورة يناير 2011 سيكونوا أكثر إيمانا بالديمقراطية ، وأكثر تآلفا بالوطنية المصرية ، وأقل غدرا وحقدا وتدميرا مما رأيناه علي الساحة ... دعوت خلال العام وسأظل أدعو إلي إطارا سياسيا موضوعيا – تأخر موعده – يحتضن ويمكن كافة القوي الوطنية وليس بتحيز فج للحزب المنحل بالأمس وللتيار الإسلامي اليوم ... مشروع التقدم ركيزته وقاطرته " الاقتصاد" واختياراتنا واضحة إما مزيد من الانهيار وإما إنقاذ الوطن والانطلاق إلي المستقبل ... كانت لنا منذ عام فرصة ذهبية لتحويل الثورة إلي انطلاقة اقتصادية ... وتحدينا اليوم هو إنقاذ الاقتصاد الوطني من الهاوية بعدما خسرنا 400 مليار جنية نتيجة الأداء المدمر لحكومات عصام شرف ... قراءتي للحكومة الحالية أنها تسعي بجدية حول إنقاذ الأعمدة الاقتصادية للوطن ... وبقي للمصريين – بفرضية وحدة الهدف – صياغة وتنفيذ إستراتيجية " للإسراع بالتنمية الاقتصادية " للوصول إلي مرتبة التقدم ... نحتاج من عامين إلي سبعة أعوام للتغلب علي الآثار المدمرة لمن أجرم في حق الوطن في 2011 أما الإسراع بالتنمية فهي فلسفة النماذج الناجحة للصين وماليزيا وتركيا وغيرها ... أما البعد الاجتماعي فركيزته مشروع التقدم والنهضة فمثلا هل يمكن أن تحقق التقدم ونحن وصلنا إلي الترتيب 129 من 134 دولة في التعليم لستة سنوات علي التوالي ومن أسوأ الدول في التعليم في الثلاثين عاما الماضية ؟ ... هل يمكن أن نحقق التقدم والنهضة ولدينا 35% أمية ؟ ... مشروع التقدم أساسه التعليم ومحو الأمية وهناك مشروع متكامل لتحقيق نقلة نوعية بالتعليم شرفت بقيادة إعداده لكي تكون مصر من أفضل عشرة دول بالتعليم ... وبالمثل هناك مشروع متكامل لكي تكون مصر من أفضل دول العالم في الرعاية الصحية ... وبالمثل يمكن إعداد مخطط عام لتحقيق نقلة نوعية في النقل للمصريين بعدما وصلنا إلي هذه الحالة المؤسفة والمهنية ... وهكذا علي أن تكون العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص أساسا عمليا في كل محاور التقدم الاجتماعي مثلما قامت وتقوم به دول الاسكندنافية وتركيا والنمسا والمانيا ... وأتساءل هل يمكن لمصر أن تكون دولة متقدمة ؟ وما الذي يجب عمله لصياغة الحلم والهدف وتحديد الطريق والوسيلة ؟ ... والسؤال الأهم من سيقود الوطن لتحقيق هذا الحلم في النهضة والسعادة ؟ .
|