جريدة الأخبار – الأربعاء 11 فبراير  2009
القمة ... النظام والمسيرة والمعلم(2)

هل يمكن أن تكون مصر ضمن أفضل عشرة دول فى التعليم فى العالم ؟ ... من يقل مستحيلا أذكره بما قامت به مصر فى حرب أكتوبر 1973 وفى بناء السد العالى ... تجربة كوريا الجنوبية وتجربة سنغافورا تشيران الى أنه يمكن تحويل نظم التعليم من نظم سيئه الى نظم تنافس على القمة ... وقد يبادر أحد الفقهاء بأن سنغافورا دولة صغيرة فعليه النظر الى كوريا وما كانت عليه اقتصاديا واجتماعيا وما وصلت له اليوم ... سر التقدم هو بناء نظام والتقدم نفسه هو فى تواصل تنفيذ هذا النظام ... هو فى مسيرة تبدأ بإرادة ورؤية ، وبنظام يترجم أهداف هذه الرؤية ، وبطريق وقيادة تنفذ هذه الاهداف ، وبتواصل وتطوير عبر طريق التقدم والتطوير ... هذا التطوير يتطلب سنوات طويلة ... وبعض التجارب العالمية فى بوسطن وانجلترا وماليزيا اختزلت الزمن ... ورأت المجتمعات نتائج ملموسة لما تنشده وتسعى اليه ... وأرى أن هناك صحوة مصرية لتطوير التعليم ولرفع جودته وأحس وأفخر بالرغبة الأكيدة للقيادة المصرية وللسيد الرئيس حسنى مبارك وللسيدة الفاضلة سوزان مبارك لتطوير التعليم فى مصر ولمبادرتها لمشروع المائة مدرسة الأولى والتى تجاوز ما نفذته فى عامين مائتى مدرسة وبنهاية هذا العام ستصل الى ثلاثمائة مدرسة هم نموذج للمدارس التى ننشدها مكانا وتعليما ومناخا ومجتمعا ومشاركة ، وأفخر وأعتز بأن المجتمع المصرى وضع اجندة لجودة التعليم واصبح لدينا أول 13 مدرسة منحت شهادة الجودة فى المدارس التى تبنتها جمعية الرعاية المتكاملة ... نتمنى أن نرى تكاتف المجتمع من أجل اربعين الف مدرسة متميزة وذات جودة ... لقد ثبت – كما أشرت فى مقالة الاسبوع الماضى – أن (1) الوصول الى القمة وجودة التعليم لا يمكن أن يتجاوز جودة المعلمين . و(2) أن الطريق الوحيد للوصول الى القمة هو الارتقاء بالتعليم والشرح والتكوين والتربية . و(3) بأن تعميم ونشر التقدم والتميز والوصول الى القمة يعنى التأكد من وجود نظام وآليات للتعليم وجودته للوصول بها لأرفع مستوى اعداد وتأهيل لكل طفل ... وعلى الرغم من امكانية تقييم نتائج التطوير سنويا إلا أن النقلة الحقيقية تحدث خلال عشر سنوات وهى ما يستغرقه اعداد وتكوين طفل اليوم للانتهاء من التعليم المدرسى ... كل تجارب العالم الناجحة تشير الى أن الوصول الى القمة يبدأ بالارتقاء بمهنه التدريس والتعليم ... أى أن يعود المعلم والمدرس ليكون فى المرتبة اللائقة فى المجتمع ... وأن يكون قادرا على التعليم المميز ... ولتحقيق الوصول الى القمة يجب القيام بما يلى ، اولا : جذب المهارات للتعليم . وثانيا : تحويل هذه المهارات الى قدرات متميزة على التعليم الافضل . وثالثا : التأكد من استمرارية التعليم والتكوين المتميز للتلاميذ والاطفال ... هناك اسلوبين فى العالم لاختيار المدرس الأول يتم عند بداية الدخول للتعليم الجامعى والثانى باختيار المعلمين من كليات التربية والجامعات ... معظم دول العالم ومنها مصر تتبع الاسلوب الثانى بينما دول القمة العشرة مثلما أشرت لفنلندا الاسبوع الماضى تتبع الاسلوب الاول ... تجارب العالم الناجحة تشير الى أن الوصول الى القمة ممكن ومتاح لمن يسعى بجدية لها ... كافة التجارب واجهت تحديات ولكن كل من نجح اثبت ان النجاح والوصول الى القمة ممكن والاستمرار على القمة ممكن ايضا اساسه نظام وطريق ... يحددا المسيرة بدايتها ... وهدفها ... وتواصلها ... أساسه تعليم لمعلم يكون معدا للأجيال والمجتمع يعرف كيــف يصل به الى قمة العالم ...والسؤال هل لدينا معلمين يصنعون القمة ؟ ... وهل يحصل هذا المعلم على حقه المادى والأدبى ؟... وللحديث بقية