جريدة الأخبار – الأربعاء 5 يناير  2003
الصناعة العربية فى عصر المعلومات (3)

عولمة الصناعة واقع لا مفر منه ؛ وتفرضة عوامل عديدة خارجية وداخلية (1) تحرير التجارة "خاصة بعد اتفاقيات التجارة العالمية". (2) حرية الاستثمار "يذهب حيث الفرص والاستقرار والامان والثقة وعوامل الجذب". (3) المؤسسات العصرية والانظمة الادارية الحديثة. (4) التقدم التكنولوجى السريع. (5) العقل المبدع والعمالة المتميزة. (6) التنافسية .

وقد ادى التقدم التقنى الى تكامل مصادر الانتاج وعوامله مع الانتاج "التصنيع ذاته" وذاته مع الخدمات المتقدمة ومع اسواق المال ومع المستهلك . واصبح العالم اكثر تشابكا من خلال الحاسبات والشبكات والانترنت بل اصبح فى ثوان معددودة يمكن لمصنع فى ماليزيا معرفة ان هناك سلعة تم بيعها فى محل بنيويورك واخرى فى باريس . عالم اخر غير التى نعيش فية اساسه المعرفة والمعلومات والتكنولوجيا والعمالة المدربة على العصر الجديد ورؤوس الاموال التى تدور بمعدلات وسرعة غير التى نتعارف عليها . وعناوين الصناعة الجديدة هى تجارة الكترونية وصناعة الكترونية وقطاع اعمال الكترونى وحكومة الكترونية مساندة وايضا تصميم اليكترونى وتشغيل الكترونى ومراقبة جودة الكترونية ... عصر جديد .

فى عام 2002 بلغ الناتج المحلى الاجمالى للدول العربية 709 مليارات دولار وبلغ اجمالى الناتج الصناعى مليار دولار منها 187 مليار دولار للصناعات الاستخراجية "وهى البترول والنفط" وللصناعات التحويلية 76.5 مليار دولار "وهى الصناعات الكيماوية والبتروكيماويات وتمثل 30% والصناعات الغذائية وتمثل 17% وصناعة الملابس والمنسوجات وتمثل 10% وصناعات الالات ومعدات النقل وتمثل 14% والصناعات الاخرى وتمثل 29%" وبلغت قيمة الواردات العربية من السلع والخدمات 206 مليارات دولار والفرق بينها وبين ما نستوردة او نستهلكه من سلع وخدمات تقريبا 130 مليار دولار"75 مليار دولار سلعا" فى عام 2000 فقط وتزداد سنويا ويصل حجم صادرات الدول العربية لبعضها البعض 17.9 مليار دولار بنسبة اقل من 10% من اجمالى الواردات العربية فهل هذة فجوة تستحق ان نعبئ الاجندة العربية الصناعية والتجارية تنافسية العصر الجديد ليست لفرد ومصنع هى لصناعة ودول ولو ارادت الامة العربية او الدول العربية ان تصحو وتنطلق فان مفاتيحها هى فى صناعة عصرية وزراعة تقنية وتعليم لقرن جديد .. وتحويل عائد ثرواتنا من مال الى قيمة مضاعفة متعاظمة ...

العالم يتشابك بالاتصالات والمعلومات والاعلام والمعرفة وتتشابك مؤسساته وشركاته ومصانعه ومنافذ التوزيع والبيع وتدخل السلع والخدمة المنازل عبر الفضائيات والاسلاك والصحف والجرائد وتزداد ضراوة المنافسة وحدتها وتواجه الصناعة ويواجه الصناعيون العالم الجديد "العولمة" بتلاحقاتها والواقع اليومى بتحدياته يشمل سياسات متخلفة عن العصر وبنوك وبنية مؤسسية لا يزال معظمعها يمارس سياسات واليات وادوات عصر مضى وفكر لا زال يتعامل مع الموارد الطبيعية والصناعات الاستخراجية كانها ستظل مدى الحياة.

فما هى العشر صناعات "أو منتجات" وما هى العشر أسواق التى يمكن أن ننافس فيها ... بالمعلومات عن الواقع والمعرفة بماذا نريد سنرى الطريق ... وفى هذا قد تكون بداية جديدة؟ ... وللحديث بقية