جريدة الأخبار – الأربعاء 13 يناير  2002
شعبية الانترنت

غدا سيعلن في تشريف السيد رئيس الجمهورية عن بدء توفير الانترنت بسعر المكالمة التليفونية للمواطن المصري .. وقد تم تحقيق هذا بعد مسيرة وريادة لإدخال الانترنت في مصر منذ ما يقرب من عشر سنوات وكانت مصر فيها من أكثر الدول انطلاقة في ادخال الانترنت في عامها الأول والذي دخل عن طريق المجلس الاعلي للجامعات ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء والمركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات وشملت الرحله مراحل عدة .

في عام 1987 أدخل مشروع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار وكان في عامه الثاني برنامج لتوفير اتصالات المعلومات الدولة , وتطور ليشمل مشروع للبريد الالكتروني بالعربية , ثم مشروع لبناء شبكه التجاره الدولية مع مركز التجارة العالمي التابع للأمم المتحدة بجنيف وشمل ربط 59 مكتب تمثيل تجاريا بمصر .

تلا ذلك طلب لربط مصر مع العالم وكان في ذلك الوقت شبكات خاصة بالشركات العالمية وأكبرها كان أي بي أم ومجموعة سيتا والتي تربط مكتب حجز تذاكر الطيران في العالم . وأذكر اني طلبت من المهندس / محمد الحمامصي في ذلك الوقت ومن د/ علاء كامل وكان عالما بمركز أبحاث بالنرويج كيفية تحقيق الربط ولكن تعذر ذلك لظروف خاصة بالشركة والتي تستخدمها لأغراضها الخاصه .

ثم قام مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بالتعاون مع المجلس الأعلي للجامعات بالدخول علي شبكه أرن ( EARN ) وهي شبكه التعليم والبحث الأكاديمية وتربط بين جامعات العالم في ذلك الوقت وأذكر أن أول سعة كانت 128 ك / بايت وهي سعة يدخلها الشركات والأفراد في منازلهم الآن ... وبدأ دخول الأنترنت إلى الجامعات . وبدء دخول الانترنت إلي الجامعات .

وعلي التوازي مركز المعلومات ودعم القرار بالتعاون مع المركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات بنشر وتبشير الانترنت وازدادت التخصصية لبناء مجالين جدد الأول للحكومة والثاني للقطاع الخاص والمؤسسات الدولية والجمعيات الأهلية .

وأذكر أن دخل شاب مكتبي بحماس هو المهندس / أحمد صدقي ليدعو الي تحرير خدمه قطاع الأعمال من خلال شركات خاصة . وتم عرض الفكرة علي د/ عاطف عبيد والذي تحمس لها جدا وتم استطلاع رأي جهاز الرقابة الإدارية في ذلك الوقت والذي وافق علي نشر الانترنت وتم الاتفاق مع شركة الاتصالات وكان يرأسها د/ عثمان لطفي في أول أسبوع عمل له وتم صياغه اتفاق قانون يتم من خلاله التعاقد مع شركات خدمات المعلومات من خلال مركز المعلومات وتوفير إدارة الخدمة والنشر من خلال المركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات .

وقاد مرحلة تحرير الانترنت الأولي شباب صاعد وواعد ومعظمهم خريجون جدد منهم طارق كامل وناجي انيس وحاتم الزرقاني وخالد بشاره وعمرو وطارق ابو علم وتكونت جمعية الانترنت المصرية والتي كانت من أنقي وأنجح الجمعيات في ذلك الوقت من هؤلاء الشباب بل وانضمت لها خبرات وطنية منهم السادة سعيد سنبل وصلاح منتصر وسمير حمزة وأحمد عبد الرحمن وعفت الشوكي وهبه رمزي وغيرهم .

وانطلق مركز المعلومات لنشر الانترنت قوميا لكل المحافظات ولكل مراكز المعلومات ودعم القرار والمركز الاقليمي لنشر الانترنت عربيا ودخلت من خلاله لاحدي عشر دولة عربية وكان لمؤتمر الإسكان الذي عقد بالقاهرة أساسا أخر لدفعة لإدخال 2 ميجابايت لتحقق طرفة جديدة ثم للمؤتمر الاقتصادي أساسا أخر لدفعه لتوسعة هذة السعة مرة أخري وكان المفروض أن يحدث تطور الا أنه لأسباب داخلية خاصة بالحكومة في الفتره من 97-1999 لم يتم توفير التمويل اللازم للتوسع في الأنترنت بالمعدلات المطلوبة وعلي التوازي شكلت لجنه بمجلس الوزراء علي أعلي مستوي بناء علي إقتراح من جهاز الأمن القومي ومثل فيها كل الأجهزة القومية منها وزارة الاتصالات ومركز المعلومات ودعم القرار والتعليم العالى والبحث العلمى وأوصت ببناء شبكة فقرية مؤمنة وموحدة للانترنت تغطي كل مصر … وللحديث بقية .