جريدة الأخبار – الأربعاء 23 سبتمبر  2014
عين شمس من جامعة إلي منارة

هل ممكن أن تتحول الجامعات إلي منارات لمشروع بناء الوطن ؟ هل ممكن أن يشارك كل عالم وباحث وأستاذ في خريطة بناء الوطن ؟ ... سعدت للمشاركة – لعدة ساعات يوم الأربعاء 17 سبتمبر الماضي – في مؤتمر بعنوان " استشراف مستقبل مصر" والذي دعي له الأستاذ الدكتور/حسين عيسي رئيس جامعة عين شمس وهو نموذج للعطاء والوطنية والعلم والتواضع . أما دينامو المؤتمر فهو الأستاذ الدكتور/ضياء الدين زاهر مقرر عام المؤتمر ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية بجامعة عين شمس والذي اتصل بي لدعوتي مع الأستاذ الكبير/ السيد ياسين أعطاه الله دائم العطاء المتواصل لوطن له أن يفخر بمثقفيه الوطنيين ... فكرة المؤتمر محددة ودقيقة وهي " استشراف مستقبل مصر ..." ووصلت للمشاركة ظهر يوم عمل المؤتمر فرأيت وسمعت قامات وقدرات علمية فكرية ووطنية تعرض وتناقش ، وتستمع وتحاور ، وتقترح وتتكامل في وضع إطارا عمليا لمصر ينقل الحاضر إلي المستقبل . هذا التفاعل من صفوة العقول المصرية داخل رحاب الجامعة هو في حد ذاته ثورة وتحول لدور الجامعة من فلسفة التعليم فقط إلي الدور الأكبر في الريادة المجتمعية وأن تكون الجامعات منارات للوطن وقاطرات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ... أنا من أحد المؤمنين بالمسئولية والدور الفاعل للجامعات في تقدم الوطن ... إذا قادت الجامعات دفة التقدم يتقدم الوطن وإن توارت عن المشاركة تخلف الوطن ... في الخمسينات والستينات والسبعينات قادت الجامعات مسيرات العمل الوطني الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وفي الثمانينات والتسعينات وما تلاها أختلف هذا الدور كثيرا وبعد ثورة 25 يناير تحولت الجامعات إلي شعلات ملتهبة بمحاولات مستميتة لاستغلالها وإقحامها في السياسة وفي الإرهاب بما فيه من الإرهاب الفكري والسياسي والديني والثقافي والاجتماعي ... جامعة عين شمس ومركز الدراسات الإستراتيجية والمستقبلية – ولهم التحية – قاما بمبادرة المؤتمر الذي أراه مولودا لملتقي ومركز يكبر وتكبر مساهماته في رصد القناعات الفكرية لصنع ملامح المستقبل وقد حدد له الأهداف الخمسة هي أولا : إثارة النقاش حول مستقبل مصر القريب والمتوسط البعيد وترشيد الحوار حوله لوضع رؤى تقود لإستراتيجية مستقبلية فاعلة وتعمل كجرس إنذار مبكر لاكتشاف المشكلات المستقبلية لمجتمعنا والتهيؤ لمواجهتها وقيادتها استراتيجيا ، ثانيا : وضع ملامح إستراتيجية مستقبلية مصرية تقوم علي وضع مؤشرات لاختيارات ممكنة ملائمة ومناسبة لها وتحديد التحديات التي تقوم الحكومة في سعيها لتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة المدعومة باستقرار السياسات المجتمعية ، ثالثا : استقطاب مؤسسات المجتمع الحكومي والأهلي وتعظيم مشاركتها في دفع حركة الدراسات المستقبلية فكرا وتمويلا وتنظيما واستخداما وربطها استراتيجيا بالقضايا التنموية والمجتمعية ، رابعا : تشجيع وتحفيز صناع القرار علي التفكير الاستراتيجي طويل المدي لتجنب السلبية في العقود القادمة ويكون للايجابية فرص أفضل ، خامسا : إبراز دور مركز جامعة عين شمس للدراسات الإستراتيجية والمستقبلية في دعم حركة الإفادة من الدراسات المستقبلية المنهجية وإدماجها في السياسات العامة لترشيد قراراتها . وشملت فعاليات المؤتمر حول القضايا التالية : إدارة اقتصاديات التنمية ، الأمن القومي (الداخلي والخارجي) ، التحول الديمقراطي وتداعياته ، مستقبل الطاقة والمياه والموارد الطبيعية ، التعليم والبحث العلمي وإدارة المعرفة ، الرعاية الصحية وإدارة الدواء ، القوي الناعمة (الثقافة) ... قضايا وطن بفكر أبناء الوطن لبناء مصر ومستقبل الأجيال القادمة ... دعوة لكل الجامعات وكل العلماء ببدء ثورة للمشاركة الوطنية بالعلم والفكر والثقافة لبناء مستقبل ستفخر به الأجيال بإذن الله .