جريدة الأخبار – الأربعاء 3 ديسمبر  2014
الانطلاق لعصر المعرفة

وصل حجم شركة آبل العالمية إلي سبعمائة مليار دولار (698 مليار دولار تحديدا) ويمثل ذلك تقريبا ثلاثة أضعاف الناتج المحلي الأجمالي لمصر في عام 2013 . أي أن شركة واحدة تنتج ما هو أزيد من انتاج 88 مليون مصري ... تري كيف يصنع مجتمع شركة بأقتصاد المعرفة وكيف تعد قادة لمؤسسات هذا العصر ... ولكن ما هو اقتصاد المعرفة ؟ هو اقتصاد اساسه الانسان وهدفه الانسان يعتمد علي نتاج العقل وقيمته المضافة وهو نتاج تراكم الثروات التي ينتجها هذا العقل وتراكم معرفته وبحثه وابداعه باستخدام تقنيات منها الأتصالات والأنترنت والحاسبات والبرمجيات وتحديات إقتصاد المعرفة هي كل تحدياتنا المعاصرة ولمواجهتها يجب التعامل معها برؤية وسياسه استراتيجة وبرنامج وخطة واهداف ومعايير لقياس هذه الاهداف وتشمل التحديات ما يلي : التحدي الاول صياغة الرؤية والاهداف الاستراتيجية "لمجتمع المعرفة المصري" بل صياغة وتدقيق للاهداف المرحلية والمعايير الكمية لمتابعتها . وما شكل وطبيعة قواعد الأنتاج والخدمات في كل مرحلة وما المجالات التي سنركز عليها وتتفوق فيها وتحقق لنا الريادة عالميا واقليميا. التحدي الثاني وضع برنامج العمل للمجتمع ككل بحيث يتم تنفيذه بكل قطاعاته حكومة وقطاعا خاصا ومجتمعا مدنيا وهناك أمثلة حية من دول مثل ماليزيا والصين وما جري ويجري تحولات تحدث في اقل من عشرين عاما . التحدي الثالث التعليم والمعرفة وتنفيذ خلاصة ما اتفق عليه المجتمع من استراتيحيات متميزة للتعليم والاسراع في استكمال تنفيذها وهي قضية مجتمع ككل وليست قضية وزارة بعينها فقط والحمد لله أن هذا قد بدأ بالفعل ومطلوب دفعه ومتابعته دوريا واهدافنا واضحة في هذا الارتقاء بجودة منتج التعليم لأبناء مصر ويشمل حصيلة مراحل التعليم محتوي وتحصيل ومعرفة توظيف لها باسلوب يساهم في تعظيم القيمة المضافة وينافس عالميا ضمن خريجين أفضل عشرين دولة خاصة في الرياضيات والعلوم واللغات واستخدام التكنولوجيا. التحدي الرابع رفع الأنتاجية والفاعلية الحكومية ويصطلح عليه المتخصصون بالحكومة الألكترونية وهي للتوظيف التقني للمعلومات ومراكز دعم القرار للمساهمة في رفع أداء أجهزة الحكومة والخدمات الجماهيرية بما يوفر الجهد والزمن والمال للمواطن ويزيد من الوضوح والشفافية والأختيار للمواطن دون تفرقة ... فيري الأختيارات ويأخذ القرار . التحدي الخامس العدالة المعلوماتية والاجتماعية وتشمل توفير المعلومات للمساهمة في تطوير الارتقاء بخدمات الصحة والأسكان والنقل والمعيشة وغيرها خاصة للمجتمعات الأكثر إحتياجا في الريف والمحافظات بدون تباين واختلاف. التحدي السادس الأنفتاح والعولمة ويشمل تحقيق افضل الوسائل للترابط مع العالم تصديرا واستيرادا للمنتجات والخدمات التقليدية بل لنتاج المعرفة. التحدي السابع توظيف وبناء ثروات المجتمع ويشمل ذلك الثروات الطبيعية غير المستغلة وايضا الثروة المعرفية للمجتمع خاصة لدولة مثل مصر لديها نصف سكان تحت سن العشرين وربع سكانها في التعليم والربع الاخر في قوة العمل ... ماذا ينتجون وماذا يصنعون كميا وسنويا وكيف نبني مؤسسات المعرفة للمحتمع ونحافظ علي ملكيته الفكرية. التحدي الثامن هو ربط كل مصري بكل مصر وربط مصر بالعالم وقد توفر ذلك تقنيا من خلال شبكات الأنترنت فلنجعل الأنترنت لكل المصريين مثل الكهرباء ... في كل منزل ... وكل مكتب... في كل مدينة وكل قرية. التحدي التاسع بناء استثمار جغرافي المكان وعودة لدعوة "جمال حمدان" ولكن برؤية لمجتمع المعرفة ويشمل ذلك الارض فلنزرع ما له قيمة والماء فنرشد كل قطرة ونوفر مياه صحية لكل مواطن ونضاعف مساحة الأرض المحصولية زراعية ونجذب سياح العالم مناخا وحبا وسلاما وعائدا ولنطلق التنمية المحلية لمحافظات مصر تنافسا ونجعلها سنغافوريات كل منها تجذب وتصدر وتضيف قيمة مادية وحضارية لمجتمع المعرفة المصري والعالمي . التحدي العاشر التحول التدريجي والواقعي والمرحلي فيجب ان نعترف بمقاومة التغيير وكهنة المعابد والأيدولوجيات القديمة ونتدرج مرحليا وعمليا في التطوير والتغيير ... نحن في أشد الإحتياج إلي نقلة نوعية ولثورة علمية وعملية . اقتصاد المعرفة هو تحديث مصر وتحديث مصر هو اقتصاد المعرفة ... وفي هذا يجب أن نتنافس مع الزمن .