جريدة الأخبار – الأربعاء 21 مايو  2014
عزيمة المصريين ومشروع البناء

المشهد الوطني يبعث علي التفاؤل والأمل ويعيش المصريون في حالة من الأمل والترقب لوطن ينتظر الإنقاذ والإصلاح والبناء والانطلاقة الكبرى ... هل ستصل مصر إلي آمال وطموحات وأحلام المصريين ؟؟؟ الإجابة نعم لو تم تعبئة المصريين في إطار ركيزته البناء والتقدم والإسراع بالتنمية ... إطار مشروع البناء هو أولا : رؤية لوطن يتفق عليها كل المصريين أقترب موعد إعلانها وتحديدا تجيب علي أربعة تساؤلات دقيقة هي : هل سيتم إنقاذ مصر وخروجها من الأزمة الطاحنة التي تواجهها ؟ الإجابة نعم وقد بدأت بالفعل . والسؤال الثاني هل ستبدأ البناء ؟ والإجابة نعم لقد بدأت بحكومة البناء وحماية الفقراء ومحاربة الإرهاب ونحن نري الآن السواعد تبني وتتفوق علي الهدم والدمار . والسؤال الثالث هل يمكن وضع منظومة التقدم في خريطة طريق لكل قطاعات الدولة بحيث تشمل خرائط للتشغيل وفرص العمل والتشييد والتعمير والنقل والمواصلات والتعليم والصحة والأسعار وغيرها . أما السؤال الرابع فإلي أين ننطلق هل نكون من أفضل دول العالم أم من أسوأها أم نرضي بما وصلنا له ؟؟؟ الدول التي تبنت الإسراع بالتنمية في الخمسين عاما الماضية أو أجزاء منها قامت بنقلات نوعية منها الصين والهند وكوريا والنمور الأسيوية ثم البرازيل وبيرو وشيلي والنمور اللاتينية بل في البحر المتوسط وأوروبا نجد نماذج مثل تركيا وأسبانيا ... وسبق ذلك كله نماذج عالمية بعد الحرب العالمية الثانية هم ألمانيا واليابان ... والتساؤل هنا عن حلم الوطن وهل يمكن أن تكون مصر دولة متقدمة في عام 2040 أم أنه يمكن أن نحققه قبل ذلك ؟ وهل ممكن أن يعود لمصر أمنها وآمالها في ثلاث أعوام (ألف يوم) وفي مجال السياحة هل ممكن أن تكون مصر من أهم عشرة دول سياحية في العالم في عشرة سنوات ؟ أم في ثماني سنوات ؟ أم في خمسة عشرة عاما ؟ ... وفي مجال العلاج والصحة هل ممكن أن تحدث نقلة نوعية وأن تكون مصر من أفضل 25 دولة علي مستوي العالم في 25 عاما في جودة العلاج؟ أم ممكن أن يتحقق ذلك في عشرين عاما ؟ ... وفي مجال التعليم هناك برنامج لإحداث نقلة وطفرة نوعية في جودة التعليم ويصبح خريجي مدارس مصر من أفضل عشرة علي مستوي العالم في خمسة عشر عاما ؟ ... وهكذا في النقل والمواصلات والاكتفاء الغذائي والبحث العلمي والزراعة والصناعة وغيرها ... رؤية وطن هي أحلام واقعية للمصريين يتم صياغتها بالخبراء والممارسين القادرين علي تحويل الحلم إلي رؤى والرؤى إلي حقيقة . وثانيا : وطنية الرؤى بدلا من الفردية في الاجتهادات ويتم ذلك بعد صياغة الرؤية الوطنية بنشرها ومناقشتها بحيث تعبر علي كل المصريين ... فهي ليست رؤية شخص أو حزب أو فريق أو وزير أو رئيس هي رؤية لكل الوطن ... لكل الرؤساء ... ولكل الحكومات ... ولكل الوزراء ... ولكل الأحزاب ولكل المصريين يمينهم ويسارهم ووسطهم ... شبابهم ورجالهم ونساؤهم وأطفالهم في كل قرية وكل نجع وفي كل مدينة وكل بيت . وثالثا : خريطة طريق تعبر عن رؤية الوطن ... خريطة طريق للتعليم وللصحة وللتشغيل وللطاقة وللنقل والمواصلات وغيرها . وكان من دواعي سعادتي الإيمان العميق الذي أراه من القيادات الوطنية بأهمية وجود خريطة طريق الوطن لكل رئيس ولكل حكومة ولكل وزارة ولكل المصريين قطاعات أعمال وقطاعات أهلية ... خريطة هي بمثابة سيمفونية تنمية وطنية لكل مصري له دور ومكانة وعطاء وبناء . ورابعا : قيادة حكيمة قادرة علي تنفيذ خريطة الطريق تعاونه فرق وقيادات متميزة ومتفانية بوطنية وتجرد وعطاء وبناء وفكر وإبداع وقيادة وإدارة ... نحن في لحظات فارقة من عمر الوطن تتحول ثورات المخلصين إلي انطلاقة بناء وتقدم ... بكل المصريين ... وبكل عزيمة وأمل .