جريدة الأخبار – الأربعاء 20 نوفمبر  2013
النقلة النوعية ... وإعلام نهار جديد

هل يمكن أن يكون للإعلام دور في إحداث نقلة نوعية لمصر تصنع تحولا من الدمار والهدم الجاري إلي البناء والتقدم المنشود ؟ ... وهل ما نراه حاليا في الإعلام يبني مصـر أم يهدمها ؟ ... هل نري من يطرح مشروع البناء والتقدم للوطن ؟ ... هل هناك دور ومسئولية للإعلام في قيادة مسيرة التنمية والتنوير ؟ أم أن دوره يقتصر وينحسر في أنه مرآة لواقع مؤسف ... هل ما نتابعه يوميا هو إعلام لنهار جديد أم لأمس ظالم ولحاضر يتم تدميره ؟ ... النقلة النوعية لمصر تحتاج لإعلام مختلف عما نراه ... المشهد الحالي يشمل أولا : إعلام الربيع العربي من فضائيات وصحافة تعيش "العصر الذهبي " للثورة والحدث ، وللإثارة والخبر ، وللفضائح والإشاعات ، والأزمات والمؤامرات ، ثانيا : قنوات خاصة وقنوات حكومية وقنوات أجنبية تتنافس لجذب مجتمع وسوق للمشاهدة تجاوز عــدد سكانه 85 مليون مواطن في مصر و380 مليون في المنطقة العربية، ثالثا : حريات للإعلام تضاعفت مساحتها لثورات تحققت وغيرت وجه مصر تغيرا جذريا بما يشمله ذلك من إيجابيات وسلبيات ، رابعا : دخول القطاع الخاص مجال الإعلام والاستثمار في شركات وطنية لقنوات عديدة ودخول أيضا ملكيات أجنبية وعربية لرأس مال عديد من القنوات بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، خامسا : تواجد مستمر لفضائيات تعادي المصريين وتعمل علي تدمير الوطن وتهديد أمنه القومي وتبث الأكاذيب والانقسامات في مصر ودول الربيع العربي ، سادسا : غياب كامل للمعلومات والحقائق بل وحجب متعمد لها عن الإعلام والوطن قبل الثورة وبعد الثورة ، وفي عصر الأخوان وبعد الأخوان ، سابعا : إعلام أجنبي لقنوات وفضائيات وصحافة ومؤسسات عالمية يعرض باستمرار صورة مختلفة عن الواقع المصري بل وتنشر ما هو ضد إرادة الشعب المصري بهدف تحقيق سياسات تحاول فرضها بعض الدول علي مصر ، ثامنا : انعدام لتواجد الإعلام المصري بأكمله (سواء كان العام أو الخاص) علي الساحة العالمية وترك فراغا شديدا تم ويتم استغلاله ضد إرادة ومصلحة مصر وأمنها القومي وسلامها ومستقبلها ، تاسعا : سيطرة عربية غير مباشرة علي العديد من شركات الإعلان (وهي المصدر الأول والرئيسي للدخل وحياة أي قناة خاصة) وأيضا شركات التصنيف وهي التي ترتب القنوات وبالتالي تحدد أو تؤثر مستقبل الدخل المتوقع لكل قناة وصاحبها ورسالتها وخطابها الإعلامي وخريطتها وبرامجها الإعلامية ، عاشرا : وجوه إعلامية ظهرت بعد الثورة تمثل جيل من الكوادر الجديدة التي انتقلت للنجومية ومعظمها يتصارع ويتنافس يوميا من أجل خبر وحدث جديد ... ويتساءل المصريون ... هـل الخطاب الإعلامي خطاب بناء أم هدم ؟ أسود أم أبيض ؟ ... هل يمكن أن تقود الوطنية الإعلامية المصرية ثورة وعي وحكمه ، ورؤية وتنمية ؟ ... هل يمكن أن يتوازن الإعلام الجيد مع الإعلام السيئ ؟ ... يتساءل المصريون أيضا من أين نبدأ ... هل نبدأ من المجتمع أم من الإعلام ؟ ومن الذي يقود ويضع ويصنع رؤى التقدم ؟ ... هل هو المجتمع أم الإعلام ؟ ... الدعوة لنهار جديد يتطلب إعلام يصنع النهار الجديد ... إعلام يصنع توازنا بين الأحداث المدمرة اليومية وبين احتياجات الغد وطموحات الأجيال الجديدة ... أعلاما يوازن بين ما نشاهده من إثارة وتدمير وما يجب أن نقوم به من بناء وتعمير ... إعلام نصفه اسود ونصفه ابيض ... علي الأقل كبداية لنهار جديد .