جريدة الأخبار – الأربعاء 14 نوفمبر  2012
الفقر ... بين الفكر والسياسة (11)

فقر الفكر يزيد من حده الفقر وعدد الفقراء ... وفكر الفقر يحول كل المجتمع إلي فقراء ... الفقر هو نتيجة مباشرة للجهل وضحية للسياسة وغياب المعرفة . المتابع للإعلام المصري يرى بوضوح تزايد مساحات العناوين والمقالات التي تطرح لموضوعات مثل الفقر ، العدالة الاجتماعية ، الدعم ، التضامن وغيرها ... معظم السياسيون عبر حكومات كثيرة يتحدثون عن الفقر والفقراء دون رؤية وقدرة واضحة تستطيع انتشال الفقراء وتخفيف حده الفقر في المجتمع . البعض على مستوى الحدث ونسبة ليست بقليله ليست لديها وعى بمتطلبات هذه المرحلة من رؤية ومعرفة وإدراك وقدرة على سرعة تحقيق أهداف المرحلة . وهذا الزخم من اللقاءات والبرامج والفتاوى التي نتابعها بها جوانب موضوعية ولكن بها أيضا لغط وصوت عالي واجتهادات سطحيه ... واسمحوا لي أن نتساءل ما هو هدفنا ... هل هو تحقيق العدالة الاجتماعية ؟ أم هو تخفيض حده الفقر ؟ أم هو القضاء على الفقر ؟ أم تحقيق أهداف الألفية التنموية (الواضحة) ؟ أم هو القضاء على الدعم لغير مستحقيه ؟ أم هو تخفيف معاناة الجماهير ؟ أم هو رفع مستوى الخدمات ؟ أم هو وقف الاستغلال والانتهازية ؟ أم هو مواجهه الفساد والإفساد واستغلال المجتمع ؟ أم هو السيطرة على الزيادة في الأسعار ؟ أم هو تخفيض حدة الاتساع بين الغنى الفاحش والفقر المدقع ؟ أم هو العمل على فتح أبواب العمل والأمل للمجتمع ؟ أم هو بناء المجتمع المتوازن ؟ أم هو تأكيد مسيرة وتجانس مجتمع ليبرالي يعمل بآليات وضوابط السوق الحر ؟ ... ولكن لا يوجد فيه فقر مدقع ... ولا يوجد فيه استغلال أو تخصيص لثروات المجتمع (دون عدالة وتكافؤ) لحفنه قليله على حساب فقراء المجتمع المصري . أجندة ترسيخ العدالة الاجتماعية وتخفيض فجوات الفقر هي أهم أولويات مصر ... وهى أجندة سياسية واقتصادية واجتماعية متعددة الأبعاد . وسؤالي الحاكم ما هو برنامج العمل القومي لترسيخ العدالة الاجتماعية (السلمي) ... أين هو ؟ إذا كان هو في موضوع الدعم فهذا اختزال كبير في تحدى هيكلي هو جزء من - ولاشك فيه – من القضية الأكبر ... نريد أولا : برنامج قومي واضح يعكس احتياجات المصريين ويصادق عليه ويعبر عن طموحاتهم من خلال المؤسسات والأحزاب الوطنية ، وثانيا : نريد عرض خريطة الفقر المصري على المجتمع وعلى هذه المؤسسات وهى الخريطة التي تم إعدادها في منتصف التسعينات في مركز المعلومات ودعم القرار كي يشارك كل المصريين في تحديد الأولويات والقضاء على فجوات التنمية وأتمنى أن توضع للاستخدام الفوري ، وثالثا : نريد برامج ومشروعات حول أهداف الألفية تعلن نتائجها كل ثلاثة أشهر على المجتمع المصري وأتصور أن هذا هو الشغل الشاغل للمجتمع ، ورابعا : الاستمرار في برامج تشجيع الاستثمار والتشغيل من اجل خلق فرص عمل ، وخامسا : التطوير الجذري للتعليم لإدخال المواطن المصري كمنافس في المنطقة العربية والعالم بدلا من التهميش ، وسادسا : الارتقاء الجغرافي بالخدمات (في كل المحافظات) وبناء على خريطة المعلومات الدقيقة بحيث تقل الفوارق في الخدمات (الفرق بين ما يقدم في القاهرة والمحافظات ذات المعاناة) في الصحة والمياه والتعليم وبنيه التشغيل وفرص العمل حتى رغيف الخبز والرياضة ، وسابعا : تخفيض معدل الزيادة في السكان ، وثامنا : تمكين المرأة والطفولة ، وتاسعــا : مواجهه الفساد والمفسدين ، وعاشرا : ترسيخ واحترام القانون وتأمين الشارع المصري ، وحادي عشر : ترسيخ الديمقراطية ، وثاني عشر : نشر ثقافة ... الأمل والمحبة .