جريدة الأخبار – الأربعاء 31 أغسطس  2011
إنقاذ الوطن ... وعودة الوعي

الثورة وعي ... ما حدث بعد أسابيع قليلة من ثورة الشعب هو محاولات نجحت للآن في اختطاف أعظم ثورة في تاريخ المصريين والتي كان يمكن أن تسجل كواحدة من أجمل ثورات العالم ... ما حدث هو أنه قفزت وجوه وتيارات اعتبرت نفسها أنها الثورة ... بينما الشعب والثوار وشباب التحرير النقي والحركات الوطنية المخلصة وأصوات مصر الحرة والطاقات الكامنة والقوات المسلحة فوجئت بحجم غير مسبوق من الفوضى والإجرام والضغط والإرهاب والجرائم من أشخاص وفصائل واتجاهات معينة استهدفت هدم الوطن كليا وجزئيا والسيطرة علي الساحة بل وللقفز والاستيلاء علي الحكم ... تساءل المصريين لمصلحة من تهدم الدولة المصرية بأركانها ويتم بصعوبة إعادة بنائها ؟ لمصلحة من هدمت أقسام الشرطة وسرق السلاح ؟ ولمصلحة من تم تهريب مساجين هددت وروعت أمن مصر من المصريين أو من حماس ؟ ولمصلحة من ساهم البعض في هدم الروح المعنوية لجهاز الشرطة المصرية ولغالبية الشرفاء فيه بذنب قلة انحرفت منه ؟ ولمصلحة مـن يسرق ويروع أبناء الوطن وبناته علي الطرقات وفي المنازل ؟ ولمصلحة من هذه الفوضى في الشــارع المصري ، ولمصلحة من هـذا الانهيار الإعلامي ؟ والانهيار الأخلاقي ؟ ولمصلحة من نري علي الفضائيات وجوه مصرية تدعي القيادة الثورية تتلقي أوامرها من أفراد وجهات خارج مصر؟ لمصلحة من يتلقي البعض التدريب علي الهدم والتمويل من خارج الوطن لمواصلة الفوضي الخلاقة تارة باسم الديمقراطية وتارة باسم الضغط الثوري ؟ لمصلحة من هذا الشلل والانهيار الاقتصادي ؟ لمصلحة من هذا التجمد الفكري وإعاقة مشروع بناء وتقدم الوطن ؟ ... وغيرها . تساؤلات الشعب المشروعة يقابلها حكمة ووعي وصبر لقيادة ومجلـس عسكري أكدت علي مصداقيتها في اولا : الانحياز الي الشعب وحمايته وثانيا : تبني الثورة بمفهوم حماية الوطن وتحويل الثورة الي ثورة بناء وتنمية وثالثا : في إرساء الدولة المدنية والإطار الديمقراطي بدستور لكل المصريين ورابعا : بتشجيع المصريين وكل القوي الوطنية علي خدمة الوطن والعمل علي إرساء إطار الديمقراطية وخامسا : علي حماية الوطن وأبنائه وحدوده والتأكيد علي التعامل الفعال مع كل ما يهدد الأمن القومي المصري وسادسا : علي غرس الأمل لمستقبل أفضل لكل المصريين ينعمون فيها بالحرية والكرامة والعزة والمساواة والعدالة والتنافس الشريف مع عالم يتغير من حولهم ... وعلي صعيد آخر وفي منظومة الأمل أتابع من كل المصريين نبتا صالحا لجيل جديد – بدأ يظهر - يمتزج مع شرفاء من جيل سبقهم يسعي للبناء ولكن في صراع غير متكافئ مع تيارات أكثر احترافا وعنفا ... صراع بين تيارات يغلبها النقاء وفكر النماء وبين أخري تتميز بالحنكة والمكر والدهاء ... تري من الذي سيسيطر علي الساحة ... هل هذا أم ذاك ؟ ... أفضل ما سيكون لخير الوطن هو أن تتحول الثورة إلي ثورة تقدم وتنمية اقتصاديا واجتماعيا أي أن تتحول إلي ثورة إنتاج وتصدير وسياحة وعلم وأخلاق ونقل ورعاية صحية ... الخ ، أفضل ما سيكون لخير الوطن أن يتم – وفورا – مبادرة للمصالحة تضم بالمحبة والسلام كل المصريين بدلا من التغذية اليومية لطوفان الحقد والإرهاب الفكري والإقصاء والغدر والخيانة والفوضى وغيرها ... أفضل ما يمكن أن يحدث لمصر هو مشروع لمستقبل مصر ... أفضل ما يمكن أن يحدث لمصر هو فريق واحد لمستقبل واحد تشارك فيه كل القوي الوطنية ديمقراطيا بنقاء ثورة الشعب في 25 يناير ... فريق لا يستولي فيه البعض علي ثورة كل الشعب ولكن تمارس فيه كل التيارات الفكرية والسياسية بحرية مطلقة التعبير وشرف المساهمة في بناء الوطن ... فريق واحد مبني علي احترام الوطنية لكل المصريين وليس علي التخوين ... فريق واحد يقود "عودة الوعي" لبناء مستقبل واحد لمصر ... نموذجا للتقدم والديمقراطية والثورة .