جريدة الأخبار – الأربعاء 15 ديسمبر  2010
هديتي لمصر (5)

المعلومات تنمية ... والتنمية معلومات ... كان أحد أهم ركائز إدخال مصر لعصر المعلومات والذي بدأ عام 1985هو توفير المعلومات للإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر ... وكان أحد التحديات الكبري هو عدم توفر المعلومات علي المستوي القومي وغياب شبه كامل للبيانات والمعلومات علي مستوي محافظات مصر ... وكان التساؤل الهام هل يمكن أن يتحقق تنمية لمصر دون تنمية محليه ؟ وهل يمكن أن تتحقق تنمية محليه دون بنية معلومات ؟ وهل يمكن أن يتم ذلــك دون بنـاء قواعد للبيانات ومراكز للمعلومات ودعم القرار في كل محافظة ؟ كيف نوفر المعلومات للحكومة ولقطاعات الأعمال والمجتمع المدني والمجالس الشعبية وممثلي المجالس النيابية والمواطنين تحقيقا لديمقراطية المعلومات ؟ تخرج بالمحافظات إلي دائرة النور والمعلومات ، بتحديد أين نكون وأين يجب أن نكون ... والمشاركة الفعالة والعملية في اتخاذ القرار ... بدأت الرحلة عام 1986 حين أخترت نخبه من أفضل وأنبل القيادات المصرية العملية والعلمية ممن عملوا بالقوات المسلحة والجامعات وقطاعات المجتمع بالمهمة والحلم ... بدأت بخطة عمل بقيادات مخلصة وبفريق عمل متميز زاد عدده إلي عشرات ثم مئات وألوف من العاملين لبناء مراكز للمعلومات ودعم القرار كان أولها في السويس واستغرق ستة أشهر وثانيها بمحافظة الشرقية واستغرق ثلاثة أشهر ثم بعد ذلك تم تنفيذ ثلاثة مراكز في أربعة شهور ثم استكملت 27 مركز للمعلومات ودعم القرار بالمحافظات في عام 1992... كل مركز به ما يقرب من 25 إلي 40 من الخبرات المحلية المتميزة والتي يتم تدريبها وكل مركز يتكون من إدارات ومراكز أولا لقواعد البيانات ، وثانيا لنظم المعلومات ، وثالثا لنظم دعم القرار ، ورابعا للمكتبة للدراسات الاقتصادية والاجتماعية التي تهم المحافظة ، وخامسا لنشر المعلومات علي المجتمع ... كل مركز هو مبني عصري (آنذاك) مجهز بالحاسبات وحزم البرامج والشبكات وغيرها ... ساهمت هذه المراكز في دخول المحافظات لعصر جديد للمعلومات ولدعم القرار ... وتم علي التوازي بناء جيل جديد تدرب وكان يعمل يوميا ويجتمع أسبوعيا ويتابع شهريا فيما يقوم به لبناء قواعد دقيقة للبيانات في كل محافظة وفي تحليل المعلومات وفي دعم القرارات والقضايا ذات الأولوية لكل محافظة وكل محافظ ... وأتمنى أن أسجل اسم وعطاء كل محافظ وزميل شارك في بناء هذه المنظومة وتجويدها وتنميتها عبر الزمن ... كانت مدرسة للتفاني للعطاء الوطني ، ولتفاعل وتكامل الخبرة ، والعبور لعصر جديد ... استمر بناء المراكز من عاصمة المحافظة إلي المراكز والأحياء إلي القرى ووصل عددها إلي ما يقرب من 1500 في عام 1999 ... بدأت (مركزيا) في عاصمة كل محافظة ثم انطلقت بعد ذلك إلي كل مركز في كل محافظة من محافظات مصر وتلي ذلك إلي ثلث عدد القرى علي أرض مصر ... ويحضرني أيضا استخدام البيانات (لأول مرة في تاريخ مصر) لوصف مصر بالمعلومات تحدد بدقة بيانات ومعلومات محدثة لكل محافظة عن الحدود الإدارية والجغرافية لكل منها ، والسكان وتوزيعهم وخصائصهم ، مجالات الاستثمار ، والثروات الطبيعية ، النشاط الزراعي والإنتاج الحيواني ، والنشاط الصناعي ، والسياحة ، والخدمات الأساسية مثل التعليم والانترنت والصحة والإسعاف والإطفاء والخدمات التموينية (والمخابز) والشباب والرياضة ودور الحضانة ودور العبادة ومؤسسات الثقافة والمتاحف ومياه الشرب والكهرباء والصرف الصحي والنقل والمواصلات والاتصالات ، وقوة العمل وفرص العمل والبطالة والمشروعات الكبرى ... بيانات دقيقة ومعلومات ونور ... ساهم لأول مرة في وصف الواقع المصري بانجازاته وتحدياته ، ومشاكله وفجواته ... معلومات ورجال ومراكزعصرية للإسراع بالتنمية تساهم في دعم وقيادة منظومة للتنمية المحلية لمصر ... هم هديتي لمصر ... وللحديث بقية .