جريدة الأخبار – الأربعاء 26 سبتمبر  2007
تمكين الفقراء ...والاسكان (17)

كم مدينة وكم قرية جديدة تحتاجها مصر حتى عام 2030؟ وحتى عام 2050؟ عدد سكان مصر الان 76 مليون نسمه ، خمسين مليون منهم (ثلثى مصر) تحت سن 30 عاما ، و38 مليون منهم (نصف مصر) تحت سن العشرين عاما ... وبحسبه بسيطة نحن نحتاج ما يزيد عن 20 مليون مسكن نتيجة دخول سكان مصر سن الزواج حتى عام 2030 . اذا اضفت من ليس لهم سكن حاليا سنجد أن الرقم يقرب من 30 مليون مسكن . هذا يتطلب بناء 30 مدينة جديدة كل منها يتسع لمليون مواطن أو 60 مدينة جديدة كل منها يتسع لنصف مليون أو 120 مدينة كل منها تتسع لربع مليون نسمه أو بدائل من كل هؤلاء ... ببساطة ما اريد أن اعرضه أن استيعاب سكان مصر للعشرين عاما القادمة والاربعين عاما القادمة يتطلب خريطة جديدة لمصر ... خريطة مختلفة عما نحن فيه حاليا ... خريطة بها فكر جديد ، وجغرافيا جديدة للانسان والمكان والعمل والمسكن والتعليم وغيرها ... وصف مصر " الجديدة " يتطلب استيعاب لجغرافيا الانسان والمكان ووصف مصر " الحالية " ورؤيه للوطن الذى سنتركه لاولادنا ليس فقط سياسيا واقتصاديا ولكن ايضا اجتماعيا ومكانيا سكنا وايواء وحياة ... ولقد سعدت بزيارة السيد الرئيس حسنى مبارك لاحد برامج ومشروعات الاسكان للشباب ومحدودى الدخل ولسعادتى اسباب منها : (1) ان كل زيارة للسيد رئيس الجمهوية تدفع للامام تنفيذيا خطوات كبيرة فيختزل الزمن ويتحول المشروع تنفيذيا الى سباق مع الزمن وبدلا من أن يستغرق سنوات يستغرق شهور ولازالت روح اكتوبر هى المسيطرة على برامجه التنفيذية . (2) ان هذه الزيارات تعكس الاهتمام بالفقراء والشباب ومحدود الدخل واكاد اجزم انه اهتماماته لقضايا الفقراء والعمال والفلاحين ومحدودى الدخل والشباب واضحه بعكس البعض الذى لا يعى ولا يستوعب هذة الاهمية . (3) ان هذه الزيارات لمدن جديدة يشارك فيها القطاع الخاص وهذه بادرة متميزة تكتب لعهد وتكتب لعصر ... ويسكتب للسيد الرئيس ان اول مدن شيدت بالقطاع الخاص كانت فى عهده . (4) ان الزيارة هى عهد والتزام تجاه محدودى الدخل فمصر تحتاج الى أمل فى حلم " شقة " ومسكن للخريج الشاب والموظف الشريف والانسان المجد بل لتحقيق التوازن مع السياسات ادت بأسعار الاراضى الى الانفلات والتضخم الذى لا يستند الى اساس اقتصادى وانما لندرة العرض وكثرة الطلب والسيولة والتى أدت الى غلاء اسعار الاراضى فى كل مصر . (5) نتذكر بكل اعزاز ما تم من بناء لمدينة العاشر من رمضان ومدينة السادس من اكتوبر وغيرها من المدن الصناعية والتجمعات التى كانت ركيزة لبناء مصر العصرية صنع فى مصر ... اولادنا يرون الان منتجات مصرية تختلف عما كنا نراه نحن فى عمرهم جودة ومنافسه وتعدد وتقدم ... هناك بناء يتم فى مصر ... وهذه الزيارة ومثلها ما تم لمدينة الرحاب من قبل توضح لنا روح البناء وعهد التقدم . مصر تحتاج الى كل البناه فى السياسة والحكومة وفى الاقتصاد والاعمال وفى البناء والتشييد ... وتحتاج ايضا الى تقدير من الشباب وقوى الشعب المصرى النبيل للمؤازره والاتحاد والبناء والانتاج ... سنبنى مصر لو اتحدت كل يد لبناء مصر ... وتحتاج مصر للبناء عقول وايادى مهره تسابق الزمن وتنافس العالم ، فلا يصح ان يكون احد من شباب مصر خارج مسيرة وسباق البناء ... وستتقدم مصر بكل ابناءها وستنطلق بالعطاء والمعرفة الى عصر المعرفة ... وللحديث بقية .