جريدة الأخبار – الأربعاء 7 نوفمبر  2007
خمس سنوات من الفكر الجديد

تابعت عن قرب - وبتعمق - المؤتمر التاسع للحزب الوطنى الديموقراطى والذى شارك فيه اكثر من سته الآف من اعضائه من قيادات حزبيه على مستوى كافة محافظات الجمهورية ودوائرها فى الحضر والريف المصرى . والمؤتمر فى حد ذاته اعدادا واداءا هو نموذج جديد فى الشكل والمضمون للاداء الحزبى على خريطة ومسيرة العمل السياسى المصرى ، بل هو يماثل المؤتمرات العامة للاحزاب فى الدول المتقدمة ... وكان واضحا الرسالة القوية الايجابية التى يرسلها المؤتمر للمصريين بأن هناك انجاز تحقق وآمال وضعت خطة وبرامج لتحقيقها ، وأن الحزب الوطنى هو القادر على تلبيتها لكل المصريين . وقد عبر المؤتمر بوضوح عن ، اولا : الثقة والتقدير والحب للسيد الرئيس حسنى مبارك رئيس الحزب الوطنى برصيد يجمع عليه المصريين بالعقل والقلب . وثانيا : تقدير " للفكر الجديد " من لجنه السياسات وقيادتها الواعيه الذى وضع الرؤيه وصاغت السياسات والاستراتيجيات ومشروعات التشريعات وما اثارته من نقاش مع القيادات الحزبية حول قضايا وتحديات لم تكن تطرح بجرأة أو تدرس بعمق ... فتكونت مؤسسة من خلال امانة السياسات لصياغة دعم القرار الاستراتيجى بل لترشيد اتخاذ القرار ولصياغة إستراتيجيات وبرامج العمل القومى والتنسيق بشأنها مع حكومة الحزب . وثالثا : حكومة تعترف وتظهر بوضوح انها تعتز بكونها " حكومة الحزب " تنفذ رؤيته وسياساته وتحدد وتنفذ برامجه ومشروعاته واهمها البرنامج الانتخابى للسيد رئيس الجمهورية . ورابعا : اعادة بناء مؤسسى وتنظيمى واضح للحزب كمؤسسة لها امانة عامة وأمانات متخصصة وقيادات وعضوية ووحدات حزبية تم اعادة بناؤها كلها تعمل وتدار بجدية وحيوية وعزم على النجاح ... تمثل مجتمعة تجربة جديدة فى اعادة البناء الحزبى الموضوعى بهيكلة جديدة لاول مؤسسة سياسية وحزبية وعصرية فى مصر . وخامسا : مشاركة مؤسسية لمجلس الشعب والشورى بتمثيل الاغلبية البرلمانية يعبر عن صوت الشعب الممثل له ويتفاعل مع الدوائر الفرعية من جهة ومع القيادات الحزبية والامانات للتعبير عن رأيهم فى سياسات الحزب وبرامجه . وسادسا : تمثيل واضح للشباب يزداد عددا ويشارك فكرا . وسابعا : اطارا للتفاعل والمشاركة ينظم بالانتخاب والموافقة على قيادات الحزب بل فى اختيارها من الوحدة الحزبية وحتى رئيس الحزب وهو مبدأ فى حد ذاته جديد . وثامنا : متابعة مفتوحة للمجتمع على ما يجرى فى المؤتمر العام لحزب الاغلبية وما يثيره من نقاش واتفاق واختلاف للآراء المختلفة . وتاسعا : متابعة ومشاركة دولية لما يجرى من تجربة رائده فى العمل السياسى المصرى . وعاشرا : برنامجا واضح الاهداف والانجازات لمجتمع يتقدم ويشارك ما يقدمه حزب الاغلبية وحكومة حزب ومجالسه التشريعية وقطاع اعمال ومجتمع مدنى لهم جميعا انجاز يتحدث عن نفسه ولهم ايضا اخفاقات يصححونها ويعدلون مسارها ولكن المحصلة العامة واضحة بالأعمال والأنجازات والأرقام ... وواضح للمصريين والعالم ما تم من تطوير الدعائم السياسية للديموقراطية للدولة المدنية الحديثة بما شمله من تعديلات دستورية وحزمة تشريعية تدفع بالعمل السياسى والحزبى من جهة وتعضد العمل التنفيذى والتنموى من جهة اخرى واضح ايضا انه تم اعادة صياغة لدور الدولة لتحقيق الانطلاقة الاقتصادية ودفع التشغيل وما تم من اصلاح اقتصادى ومؤشرات اقتصادية تتحدث عن نفسها ... وواضح التحديد والتركيز على البعد الاجتماعى وحل قضايا الجماهير وجودة الخدمة كركيزة للاصلاح والتأكيد على الامن القومى المصرى برؤية متكاملة وتشمل امن الوطن وامن المواطن ، والامن الاقليمى والدولى ، والبعد النووى والمياة . وقد اسعدنى واسعد كل المصريين ان المؤتمر العام والحزب الوطنى رئيسا وقيادات حزبية وحكومة حزب قد أكدت وركزت ان الهدف الرئيسى للمرحلة القادمة هو " العدالة الاجتماعية من خلال النهضة الاقتصادية " ... وان تكون عوائد التنمية للمصريين ... وان يعبأ المصريين للاسراع بالتنمية ... بالمعرفة والعمل وبالمهارة والتدريب وبالعمل الجاد والمعلومات وبالمشاركة والمساهمة ... فى البناء والنماء ... وبارك الله فيك يامصر ... وللحديث بقية