جريدة الأخبار – الأربعاء 23 نوفمبر  2005
الفقراء ... والقمة العالمية للمعلومات

هل تحقق حلم الفقراء – بعد 50 سنة حاسبات آليه وتكنولوجيا معلومات وعصر معلومات ؟ صوت الفقراء وصل لقمة المعلومات وقيادة العالم المجتمعين به اخيرا ولكنه مثل ما حدث فيما سبقه من قمم للارض وللتجارة الحره وللعولمه ومنتديات الامم المتحدة وغيرها من الملتقيات العالمية والاقليمية فان صوت الفقراء يصل الى بعض الموضوعات وفى بعض المحافل ولحين … ولكن سرعان ما ينسى فى خضم السياسة والتكالب على المال والسلطة والموارد الطبيعية ومقدرات الشعوب وغيرها … ما يحدث ان صوت الفقراء فى كل مكان وكل زمن لا يسمع بقوة تتناسب مع المعاناه والحرمان والعناء … وفى عصر المعلومات يذهل الانسان بالتقدم العلمى ويعانى فى نفس الوقت العالم من مجاعات واوبئه وكوارث انسانية تنقلها لنا الفضائيات الجديدة والتى تختزل الزمن والمكان . ونشاهد دوريا صور التباين بين الغنى الحاد والفقر المدقع فى اخبار وبرامج متلاحقة .

هل المعلومات والمعرفة واتسائل هما الحل أم المشكلة ؟ فى نظرى انهم الحل وانهم ايضا المشكلة … وببساطة وبصورة مباشرة المعلومات هى اساس للسياسة والاقتصاد الحر ولمجتمع تكافؤ الخدمات والعدالة للجميع وليس للخاصة . واذا توافرت المعلومات لكل افراد المجتمع ونشرت ، واذا كان اطار المجتمع ومؤسساته يمكن ترجمته الى كتاب " للعمل والحياة " واضح لكل افراد المجتمع ما لهم وما عليهم واذا كان هناك تكافؤ بين افراد المجتمع وحق للحياة متساو دون تفرقة على اساس دين أو لون أو نسب أو غنى أو فقير … فان تنافس المجتمع يفرز الافضل لهذا المجتمع ولتنميته وتقدمه … أم اذا كانت المعلومات للخاصة فقط ولا يوجد اصول " أو حوكمة " أو كتاب يوضح اسس ما يجرى فى المجتمع فى السياسة أو الاقتصاد أو الخدمات فان المجتمع يتحول الى مجتمع فرص ، وشطارة ، وانتهاز … للاقوى والاغنى والاكثر معلومات مصادر المعلومات فى المجتمعات المغلقة عادة خفيه وغير موثقه وغير معلنه ويتحول فيها التقدم من مشاركة مجتمع الى استقطاب للثروات … ومع الزمن وغياب المعلومات تزداد حديه الفجوات بين الغنى والفقير التى نراها فى عالمنا وفى بلدنا نتيجة لتراكمات الثروة من جهه وديون الفقراء وحديه الفقر من جهةاخرى فى رأيى الشخصى أن التقدم المذهل : (1) دون معلومات متكافئه للمجتمع تفيض باستمرار ، (2) ودون كتاب لعمل هذا المجتمع هو نقمه بين طبقات المجتمع … فنرى ظاهريا فجوات رقميه " بين من يستخدم تكنولوجيا المعلومات ومن لا يستخدمها " ولكن نرى باكثر عمقا فجوات اقتصادية حيث تزداد معدلات البطالة والفقر ويقل ويتركز الاستثمار فيمن لديه المال أو القدرة والواسطة على حصوله وتحمل اعبائه ونرى ايضا الفجوات الاجتماعية فى الخدمات من صحه وتعليم ومسكن وشرب وبنيه اساسيه ونقل ومواصلات وتباين الدول فى هذا ويتباين ابناء البلد الواحد ومحافظاتنا فى هذه الخدمات ايضا … فمثلا فجوات الخدمات فى بلدنا واضحه وضوح الشمس بالمعلومات فى كل محافظة وكل مدينة وكل قرية وتم تحديدها من خلال مئات من قواعد البيانات ومراكز المعلومات فى كل مصر وصدر وصف مصر بالمعلومات " محددا لها بدقة وبجهد خارق " من المفروض ان هذه المعلومات موجودة بمراكز المعلومات للارتقاء بالخدمات والتساوى والعدالة فى تقديم الخدمة على مستوى الوطن الواحد … وللحديث بقية