جريدة الأخبار – الأربعاء 14 ديسمبر  2005
السرعة القصوى

احداث الانتخابات البرلمانية الاخيرة وما قبلها وما بعدها يسرع بمعدل التغيير فى مصر بطريقة فوق المعتادة . السرعة الملائمة مطلوبة ، وهى تقع بين السرعات البطيئه والسرعات القصوى المعلنه . السرعات فوق القصوى تؤدى باحتمالات اكبر الى الحوادث . علينا كمصريين وقد عقدنا العزم على الاسراع بالتنمية والاصلاح والتغيير ان نختار بل ونتحكم فىالسرعة الملائمة لهذا التغيير . التباطؤ غير مطلوب ، والتسرع والتهور فى غاية الخطورة فى هذه المرحلة الدقيقة من يهدم غير مطلوب ، ومن يدعى بغير الحق غير مطلوب ايضا ، ومن يتجاوز السرعة القصوى الى سرعة طائشة فانه يعرض نفسه ومن معه الى اخطار غير محدده وغير معروفة فى اثارها. ولا استثناء للفرد أو السيارة وللمجتمع فى هذا . وكم عشنا مآسى لاسر لم يستمع افراد فيها للتعقل وكانوا ضحايا لعدم سماع النصح . ودفع الاهل الثمن ، وعدد الحوادث من السرعة خير شاهد على ذلك ، وبالمثل هناك مجتمعات اسرعت خطاها ايجابيا مثل الدول الاوروبية والهند وماليزيا والصين ، واخرى سلبا ودفعت ثمنا لهذا فى تحولاتها إما زمن وأما بشر ، أو تحولات اجتماعية أو اقتصادية هيكليه اتت بمن فيها من القمة الىالقاع واعلت اخرين من القاع الى القمة . الدروس المستفادة كثيرة فى دول اوروبا الشرقية فى 15 عاما وما نجح وما تغير منها ، وما يحدث فى العراق وما حدث فى ايران . وما حدث فى امريكا اللاتينيه عبر اربعة قرون فى كل مجتمع يحدث به تحولات هناك ضحايا وهناك مستفيدين وهناك منتفعون نحن نريد تحولا وتنميــة لكل المصريين وليس لفئة تسعى للحصول على الكرسى بأى وسيلة . سرعة التحول الهادئ والعاقل والمستنير والمخلص والعملى فى غاية الاهمية . فنحن لن نتحمل البطئ أو التباطؤ – خاصة الفقراء من هذا المجتمع المتطلعين الى فرصة عمل – ونحن ايضا لن نتحمل مغامرات الهواه وتلاميذ السياسه الجدد .السرعة الملائمة تتوقف على (1) السائق (2) السيارة (3) الطريق ودرجة الوعورة والانحناءات (4) ركاب السيارة المرافقين لقائدها (5) السيارات الاخرى المجاوره (6) الماره بالطريق أو الجالسين على جانبيه سرعة أى مجتمع تشبه سرعة السيارة والخروج على السرعة الملائمة يعنى تعرض المجتمع للخطورة .

فى عصر المعلومات والعولمة يتطلب لاختيار السرعة الملائمة أن تتوافر المعلومات الدقيقة فكلما توافرت المعلومات تحسنت الرؤيه للطريق (أو للمجتمع فى حالتنا) وانحناءاته – ومطباته – وما هو على الطريق وما هو حوله من مؤثرات خارجية . المعلومات والشفافيه هى نور ووضوح للواقع وللطريق ولمفترق الطريق . لقد وضع الرئيس حسنى مبارك برنامجا تنفيذيا للانطلاق بالمجتمع المصرى للتنمية ويهدف الى 4,5مليون فرصة عمل والى اصلاح متكامل سياسى واقتصادى واجتماعى يبنى على ما تحقق من انجازات ويستفيد من دروس التحديات . بالمعلومات سنحدد اين نحن فى كل بقعه فى مصر ولنتذكر فان لدينا وصفا لمصر بالمعلومات فى كل محافظة وكل مدينة وكل قرية ... لتحقيق برنامج رئيس مصر يجب ان يترجم الى خطط جغرافية تمس المحروم قبل الغنى والمحتاج قبل القادر . تحقيق التوازن فى المجتمع هام وضرورى واختيار السرعة الملائمة للتحولات المجتمعيه فى غاية الاهمية … هناك البعض الذى يزايد على مصر وحاضرها ومستقبلها … لا نريد المزايدين ولا المحتالين … نريد الوطنيين ولدينا منهم رصيد كبير يشهد تاريخنا عليه ، ومن يدعو المصريين للتحرك بسرعة طائشة يخاطر بأبناء هذا الوطن وامالهم واحلامهم . التغيير اطار رؤى وبرنامج وخطة عمل واهم ما فى خطة العمل هو اهدافها ووضوح برنامجها الزمنى . تحول المجتمعات يتطلب وعيا بابعادها المتشابكة . ادعو البرلمان المصرى بكل فئاته الوطنية ان يكون برلمانا لعصر المعلومات يرى بالمعلومات الواقع وبالعلم والمعرفة يساهم فى اختيار طريق المستقبل وبالحوار الهادئ والموضوعى وبالمعرفة يستزيد امره رشدا وتشريعا مؤازرا ومساندا لحكومة تحقق آمال الوطن وتسمع انين الفقراء وتنفذ برنامجا بنجاح دون مزايدة من طرف على اخر … ولنبدأ صفحة جديدة ببرلمان جديد … ولعصر جديد … وأمل جديد لحب مصر والمصريين … وللحديث بقية