جريدة الأخبار – الأربعاء 9 نوفمبر  2003
الملتقى العالمى 2003 وصياغة للمستقبل

دعيت للملتقى العالمي لعام 2003 بروما الخميس الماضي ولمدة يومين وقد شرفت بالمشاركة والقاء احدى الكلمات الرئيسية مع رئيسة وزراء فرنسا السابقة والمبعوث الخاص لقمة المعلومات في جنيف والمبعوث الخاص للولايات المتحدة ورئيس مبادرة المعلومات الايطالية . وقد كان لقاء متميزاً مشاركة وحضورا ، وموضوعات وأفكاراً ، وتنظيماً ومكاناً . وقد ظهر بوضوح أن العالم يتحول والكل يعلم ويحس هذا . ولكن عدداً لا بأس به لا يدرك حجم او أبعاد هذا التحول .. وكان عنوان اللقاء هو " الترابط للمجتمعات وقطاعات الأعمال " وشملت موضوعات الملتقى : (1) ديناميكية التغير في اسواق تقنيات المعلومات والاتصالات بما فيه من حقائق وتوقعات (2) استراتيجيات النجــاح فيما يتعلق بالبنيه الاساسيه بالتقنيه ، (3) استراتيجيات النجاح فيما يتعلق بالخدمات ، (4) تحديات صناعات البرمجيات والمحتوى ، (5) المناخ الدولي لتنظيم صناعة الاتصالات والمعلومات (6) التأمين والخصوصية (7) الحقائق والأوهام لاتجاهات التطبيقات العامة للتقنية واستخداماتها (8) الاستراتيجيات والتطبيقات لقطاعات الأعمال ، (9) التطبيــقات الخاصة بالمستهلك ، (10) فرص التنمية للمجتمعات المحلية والاقليمية ، (11) المواطن والمجتمع الالكتروني .

وقد برزت تحولات عدة من خلال ما عرض في الملتقى ولعل أهمها : (1) ان العالم المتقدم يجري وأن العالم النامي – ومنه منطقتنا – لا يجري بنفس المعدل وبالتالي فإن الفجوات تزداد ، (2) أنه قد ثبت بدقة العلاقة العضوية بين استخدامات المعلومات والاتصالات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية بل والانتاجية ففي دراسة لاحدى المنظمات العالمية ثبت أن الاستثمار في تكنولوجيات المعلومات والاتصالات يساهم في زيادة الانتاجية والدخل القومي بنسبة 52% بالولايــات المتحدة ، 40% في أوروبا ، 50% في اليابان 47% في دول OECD ، (3) أن الشركات العالمية الكبرى ركزت في بيع مكونات للبنية الأساسية للعالم النامي " حاسبات أجهزة اتصالات ... الخ " والتي تمثل أحد طلبات تقدم ولكن تنفيذ هذه البنية الأساسية عملياً صاحبه عدم التوفيق في عديد من الدول . وأصبحت هذه التقنيات مظاهر للتقدم دون مساهمة حقيقية في تنمية للدول أو تطوير لتنافسية المؤسسات او ارتقاء بالأفراد ، (4) أن هناك غياباً لمفاهيم ورؤى رئيسية في عدد من الدول النامية (حتى الواعد منها) حول : (أ) التقدم (والتغير في معطياته) ، (ب) وحول المحتوى وتحويل مؤسسات وأرشيف مؤسسات المجتمع الى قواعد بيانات ومعلومات وهي قضية تتطلب وقتاً وجهداً وتنظيماً ودقة ، وعزماً ومثابرة ، (ج) اعادة هيكلة لمؤسسات المجتمع لتواجهه متطلبات عصر جديد واحتياجات اليوم (وليس على متطلبات الأمس) بل واعداده للمستقبل بتحوله من مجتمع وصف بأنه الكتروني الى مجتمع المعرفة . (و) نشر المعلومات على المجتمع ليكون أساسه لحرية الأسواق وحرية العمل وحرية المواطن وحرية وصالح المستهلك ... دخلاً وخدمة وللمجتمعات تقدماً ورقياً ... وللحديث بقية