جريدة الأخبار – الأربعاء 20 ابريل  2003
مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات

حضرت الأسبوع الماضي اجتماع مجلس بحوث الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والذي يرأسه الأستاذ الدكتور / عثمان لطفي ، ويشارك معه نخبة من أساتذة وعلماء وقادة ساهموا ويساهموا فى قطاع المواصلات والاتصالات البعض منهم لعشرات السنين. وسعدت بجدية وموضوعية رئيس المجلس ورؤساء الشعب ونوابهم وأعضاء المجلس دون استثناء ودار الحديث حول ما يجب عمله من مشروعات تبدأ فورا وما يجب عمله لتحقيق الأساس لنقلة نوعية فى هذا القطاع الهام. وقد خلص الاجتماع إلى تقديم مقترحات محددة لمشروعات من الشعب الثلاث برئاسة د / عبد الرحمن الصاوي، د / هاني عسل، د / سمير شاهين وطرحت مشروعات حول التامين، واقتصاديات الشبكات، والمواصفات القياسية لمعدات الاتصالات، والتعليم على الانترنت وكانت بداية طيبه أن يكون هناك تحديد واتفاق على كيفية تحديد الأولويات وبيانات المشروعات الأساسية. ومنها أن تكون تطبيقية، وان تؤدى إلى منتج سلعي أو خدمي محدد، وان تتقابل مع تكنولوجيات متقدمة وتؤدي إلى خبرة بحثية وتراكم للرصيد المعرفي الوطني وان يكون له أهمية قومية وإستراتيجية وتحقق عائدا عاليا للتنمية والاستثمار . وتمول مشاركة من البحث العلمي والجهات المستفيدة.

وبرزت فى المناقشات أهمية قصوى لبناء قاعدة قومية منافسة ومتميزة للبحث العلمي فى مجال الاتصالات والمعلومات تكون ركيزة لانطلاق هذا القطاع بمصر إلى خريطة الدول المشاركة والمصدرة وليست المستورده للتقنية.

وتساءلت عما هو المطلوب لتحقيق هذه النقلة النوعية؟ ولمست إخلاص جميع المشاركين فى اللقاء وريادتهم والتزامهم وهو أول عناصر النجاح والتي تشمل : (1) ضرورة وجود رؤية وإستراتيجية وخطة ديناميكية للبحث العلمي فى مجال الاتصالات..مثل ما هو متوافر فى المؤسسة القومية للبحث العلمي الأمريكي، ومثل ما هو موجود فى إسرائيل وماليزيا والهند والصين وجنوب أفريقيا. (2) ضرورة الحصر الكامل لمراكز البحث والباحثين فى مجال الاتصالات وبناء قاعدة بيانات ومعلومات تحدث دوريا لان بهم سيتحقق التقدم. (3) ضرورة العمل على التطوير العددي والنوعي لمؤسسات البحث والباحثين بحيث يزيد كفاءة البحث المنشور فى الدوريات العلمية المرموقة ونصبح من الدول المنافسة فى العالم فى عدد الباحثين وعدد الأبحاث المتميزة بالنسبة لعدد السكان. (4) ضرورة تحديد وتطوير لإطار التعاون بين (البحث، الاستخدام، التصنيع، والتعليم) فهي حلقات متكاملة التطوير والتنمية لقطاع الاتصالات والمعلومات. (5) ضرورة الإسراع بتنفيذ خطة سنوية لإرسال 500 خريج من الجامعات المصرية لأرقي جامعات ومعاهد الأبحاث العالمية فى أمريكا وكندا وأوروبا بل وللصين وماليزيا واليابان بحيث نطمئن على توافر الوعي لقيادات الأجيال القادمة... لأنه بصراحة شديدة هناك فجوة فى القيادات العلمية الشابة المتفرغة ذات المستوي العالمي .

وقد أثار المشاركون نقاطا غاية الأهمية منها ضرورة الإسراع بالتنفيذ (البعد الزمني) وضرورة تعبئة الباحثين الوطنيين لتنفيذ المشروعات (البعد النوعي)، ضرورة الاهتمام برفع الكفاءة للمجتمع من خلال التعليم على بعد، وضرورة توفير الموارد والاستثمارات اللازمة لتمويل برنامج بحثي طموح، وضرورة تحقيق انجازات سريعة وملموسة ... الحمد لله لدينا خطة فى مجال الاتصالات... ولكن لا يمكن تحقيقها دون قاعدة علمية وبحثية تطبيقية... فهل فات الأوان؟ الإجابة لا ولكن علينا أن نعمل بجدية... وهذا مجلس جاد... بارك الله فى ترجمة الآمال إلى تقدم... وستقاس عمليا بمدي قدرتنا على تحقيق الريادة والتنافس والصادرات ببحوث وطنية عالمية وصناعه اتصالات مصرية... وللحديث بقية