جريدة الأخبار – الأربعاء 1 مارس
2006
الازمة الثانية ... والتوابع التالية
|
|
هل هي أزمة أم أزمتين؟ عاش المجتمع كله أزمة انفلونزا الطيور، وتعرض المجتمع لإمتحان دقيق تجتازه بنجاح مصر كل يوم بعدم حدوث حالة إصابة واحدة بين البشر. وقد برزت توابع لهذه الأزمة مما يمكن أن نسميه "أزمة ثانية" وتداولتها بسرعة بل – وبتسرع أحيانا – الفضائيات ومحطات التليفزيون ومنها الأزمة المفتعلة نتيجة إشاعة تلوث مياه النيل، ومنها أيضا توابع لأزمات متتالية مثل أزمة صناعة الدواجن، وأزمة الأسعار لبروتين لغذاء الأسرة المصرية من دواجن ولحوم وأسماك. وشهادة حق أن المتضررين من تجار الدواجن وقفوا في الأزمة الأولي بكل مسئولية وطنية لمؤازرة القرارات الوطنية … إلا أنهم سرعان ما أوضحوا وعرضوا عناصر ومكونات وآثار "الأزمة الثانية عليهم" بضغوط متباينة التعبير والتأثير. وتتلخص أزمة صناعة الدواجن في عناصر منها : (1) إنتاج الدواجن ويشمل ذلك تنوع كبير بين المزارع المميكنة إلي تربية الدواجن للأسر المعيلة الي تربيتها التقليدية علي "الأسطح" وفي الريف المصري حيث تعتمد عليها العائلة المصرية بكافة طوائفها كمصدر رئيسي للبروتين إذا ما قورن باللحوم والإسماك، (2) توزيع الدواجن ويتم ذلك عن طريق قنوات توزيع ومحلات وأفراد في أسواق ريف مصر، (3) الصناعات المكملة وهي المرتبطة بتوفير مسلتزمات الإنتاج أو الخدمات المصاحبة لذلك أو بتوزيع ونقل المنتج حيا أو مجمدا …إلخ. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كم حجم هذه الصناعة؟ وما هو عدد وحجم وتوزيع وإستثمارات والمشتغلين والمشاركين في هذه المشروعات الصغيرة والكبيرة والآسر المعيلة والشركات الإستثمارية؟ وما هو العدد التقديري للمنتجين خارج القطاع المنظم في "المنازل" … إلخ.
وهذه مجموعة من الأسئلة التي تساعدنا في صياغة حجم المشكلة بدقة. وقد تباينت وتضاربت الأرقام من حجم إستهلاك يومي ذكر أنه يصل الي 2مليون دجاجة يوميا في العام الماضي قبل حدوث الأزمة إلي إنخفاض وصل الي مليون دجاجة يوميا قبل شهر من الأزمة تأثرا بما يحدث علي مستوي العالم … ومن عدد 35 آلف منشأة تعمل في صناعة الدواجن الي 6 مليون فرد مشاركين بصورة مباشرة أو غير مباشرة واعتقد من أعطي هذا الرقم يضمنه مربي الطيور المنزلية … وأعتقد أيضا أن هذا الرقم غير دقيق وأؤكد أن الأرقام الدقيقة هامة للغاية في إدارة أي أزمة، والإعلان رسميا عن هذه الأرقام هو أساس للحل الموضوعي والعملي لها. وأهم فائدة للمعلومات الدقيقة أنه بها نمنع الإشاعات ونجهض المزايدات ونساهم في الإدارة الحكيمة لعناصر الأزمة. وللمواطنين تساؤلات هامة عن متي يعود الهدوء والأمان لمصر؟ وهل يمكنهم تناول طعام الدجاج والطيور والبيض؟ وقد بدأ المواطنون في الإستجابة لحملات التوعية ببطء ومطلوب الإستمرار في هذه الحملات وعلي كل منا أن يشجع العائلة علي عودة الأمور الي طبيعتها. ومن التساؤلات أيضا ما هو مرتبط بالأسعار وبعض الأسواق وممارسات بعض التجار وبعض السوبرماركت الشهيرة التي تشهد إرتفاع كبير في الأسعار … فمن يراقب الأسواق الأن؟ وهل السوق الحر تعني إستغلال المواطنين في أوقات الشدة؟ وهناك علي الجانب الآخر قاعدة تبدو أكبر من الملتزمين بالأسعار والشرفاء من التجار ويجب علينا أن نحييهم علي الشهامة المصرية. ومن توابع هذه الأزمة تساؤل عن تأثيرها علي إنتاج وأسعار وإستثمارات صناعة الدواجن مستقبلا وعلي الأمن الغذائي المصري؟ ومن توابع هذه الأزمة هو العديد من الآزمات للمستثمرين الصغار والكبار (المئات والآلوف) في هذه الصناعة الرئيسية … تكاتفنا علي المستوي الوطني والوقوف علي المتضررين في صناعة وتجارة الدواجن هو مسئولية لك فرد منا. المعلومات والمنهج العلمي لإدارة الأزمات هي السبيل الوحيد القادر علي تجاوزنا لهذه التوابع بإذن لله … الحمد لله هناك أمثلة كثيرة للوقوف في الأزمات ولإدارة الأزمات "الإنسانية" للتوابع المتتالية ولازال العديد من المتضررين أيضا في إنتظار المشاركة في عبورهم لأزمات وأضرار مالية وإستثمارية … وللحديث بقية
|