جريدة الأخبار – الأربعاء 27 مارس  2013
أدارة الأولويات ... ومشروع التقدم والبناء (7)

ما أهمية وضوح الرؤية للمجتمع ؟ في اعتقادي أنه آن الوقت بعد أن ضاع الكثير من الوطن والأجيال لحسم قضية مستقبل مصر . المستقبل يتطلب رؤية ... والرؤية تتطـلب فكـر وعلم ، وحب وإخلاص ، وجهد وعرق ، واختلاف واتفاق ؟ وحوار وحسم ... رؤية المجتمع تماثل رؤية الفرد ... إذا صحت صار في طريقة وإذا ضاعت ضل طريقة ... تأمل ما هو حولنا وما أصبحنا عليه ... حياتنا هي محصلة رؤى الأمس وغدانا هو نتاج ما لدينا من رؤية الآن ... للأسف الشديد الطاقة الوطنية لمن هم على الساحة من ساسة وأصحاب مصالح وإعلام وجزء لا بأس به من الحكومة والأحزاب لا ترى إلا الكرسي كهدف والسلطة كغاية ... لا يرى شعب مصر رؤية لمصر لعام 2030 أو لعام 2050 ... ولا يرى المجتمع برنامج عمل هو عقد قانوني للساسة مع المجتمع وفق أولوياته ولا توجد فرق وأحزاب تتنافس حول هذه الأولويات ... نحن مجتمع يحتاج أن يرى كي يتقدم ولكي يرى يجب طرح ما يجب أن نكون عليه وليس فقط برامج تحسين أو تجميل ما كان يجب أن نكون عليه من ثلاثين عاما مضت ... طرح الرؤية الوطنية هو واجب والتزام لكل القوى الوطنية ولعمالقة الفكر والعلم وللنخبة وللقوى العاملة في هذا المجتمع ... فهل يمكن أن نرى مصر جديدة أفضل مما نراها الآن ؟ الإجابة نعم ... حدث ذلك من قبل في أمم تقدمت مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية وفى دول تقفز مثل الصين وماليزيا وسنغافورة بل يحدث بقوة في الخليج العربي الآن مشروع التقدم أساسة " رؤية المجتمع " يشمل أولا : عدد وتركيبه السكان أين سنستوعب 110 مليون نسمة عام 2020 وأين سنستوعب 158 مليون نسمة عام 2050 (ضعف سكان مصر حاليا) ... أما بتخطيط أو بمزيد من العشوائيات ؟ أما على أرض جديـدة أو بالتعـدي على الأرض الحاليـة من مبان أو أرض زراعية ؟ . ثانيا : بخريطة واضحة للتنمية العمرانية عليها المدن والقرى الجديدة والتوسعات والامتدادات بالمدن والقرى الحالية وبتحقيق الترابط بين التخطيط واستيعاب السكان زمنيا وعددا . ثالثا : بخريطة واضحة للتنمية الاقتصادية دافعة ومشجعة للتنمية العمرانية بحيث نخلق فرصة العمل قبل مساكن الإيواء والبطالة ونخلق النشاط الاقتصادي ليكون جاذبا للعمران وللأجيال الشابة ... والتساؤل عشنا بمصر دلتا وصعيد أربعة آلاف عام هل يمكن أن ننشئ خمسة مناطق جديدة تكون كل منها دلتا جديدة ومجتمعات متكاملة جاذبة تشمل على سبيل المثال وليس الحصر مشروع تنمية وتعمير سيناء ، شمال بورسعيد ، وتنمية وتطوير مدن القناة ، ومخطط محافظات الدلتا العصرية ، والإسكندرية ، الساحل الشمالي ، شمال الصعيــد ، وجنوب الصعيد والوادي الجديد ... الخ . رابعا : بنية خدمات متكاملة تشمل وبأهمية قصوى مخطط متكامل للنقل والطرق والمواصلات ، مخططا متكاملا للتعليم والصحة وغيرها ... القطاع الوحيد الذي يسبق مصر في تخطيطه هو قطاع الكهرباء ... خامسا : مخطط تنمية "للإنسان والبشر" أساسه تعليم وثقافة وصحيح الدين والأخلاق ... يركز على تكوين وتشكيل ما نحلم به لأولادنا هــل نريدهم جزء من العالم أم في عزلة عنه ، هل نريدهم منافسين لغيرهم أم تابعين لأي منهم ، هل منفتحين أم منغلقين ، هل علماء أم إرهابيين ، هل بناة أم مشاغبين ... رؤية المستقبل هدفها الإنسان وأساسها الإنسان . سادسا : مخطط لموارد المجتمع الطبيعية من مياه وأرض (زرع وعمران) ، من بترول ومعادن ، من هواء وبيئة ... فكيف سنوظفها ونديرها ونحميها ونعظم عائدها للأجيال ... وهكذا ... أولويات مصر ... التغيير الحقيقي أساسه رؤية للوطن وأولويات يتفق عليها أبناء الوطن وفرق وأحزاب تتنافس لتنفيذ برامج تعكس الأولويات ومجتمع يختار أفضل الفرق لتحقيق هذا البرنامج بأسلوب ديمقراطي وفى مناخ ديمقراطي ... التقدم أساسه رؤية .


  585
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 27 مارس  2013
أدارة الأولويات ... ومشروع التقدم والبناء (7)
ما أهمية وضوح الرؤية للمجتمع ؟ في اعتقادي أنه آن الوقت بعد أن ضاع الكثير من الوطن والأجيال لحسم قضية مستقبل مصر . المستقبل يتطلب ر ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 3 ابريل  2013
أدارة الأولويات ... ومشروع التقدم والبناء (8)
التعليم ... التعليم ... التعليم . إذا طرحت سؤال على المواطن المصري سيكون التعليم من أهم ثلاث أولويات على الإطلاق ... دعوات التغيير ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 10 ابريل  2013
أدارة الأولويات ... ومشروع التقدم والبناء (9)
هل الحكم بناء أم فوضي ؟ هل الحكم تقدم أم انهيار ؟ هل الحكم ابتسامة أم قلق ؟ هل الحكم وحدة أم انقسام ؟ هل الحكم محبة أم عداء ؟ ... ...
 صفحة:  1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 التالية>>
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©