جريدة الأخبار – الأربعاء 10 نوفمبر  2002
عقول مصر المستقبل

رأيت عيون مصر وقلبه فى ثلاثة لقاءت سعدت بحضورهم اخيرا وكل منهم يتطلب مقلا منفرد بل وأكثر من مقال يجمعهم اساس واحد يتمثل فى اهم ما لدينا عقول ابنا مصر و فكر هذا الجيل الجديد .

كان اول هذه اللقاءات فى الجمعة الامريكية حين دعيت لإلقاء محاضرة فى المؤتمر العلمى الاول و الذى ينظمه شباب و طلبة الجامعة تحت اشرف الاستاذة الفاضلة هدى حسنى و الاستاذ الكبير فاضل القصبجى وبدء المؤتمر بكلمات من المنظمين ورأيت فى فكر وعقول الشباب ورؤيتهم الوطنية والواقعية والامل والعمل الجاد و التدين وروح فريق العمل و الحماس والتعمق العلمى وتميز اللقاء بالإحساس بالطاقات الكامنة والمتفجرة لإمكانات الشباب الفكرية و العلمية و المجتمعية والاخلاقية والقيادية والتنظيمية رأيت اكثر من الف شاب وشابة هى نماذج للنبت الصالح والعطاء المتدفق يبحثون فى افاق العلم عن تطبيقات الأعمال الالكترونية والتامين التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعى.

وكان ثانى هذه اللقاءات فى حفل التخرج العاشر للمعهد الاقليمى لتكنولوجيا المعلومات و الذى يديره السيد ياسر كاظم و شرف برئاسة مجلس إدارته بدءا من هذا العام السيد السفير الفضل محمد شاكر و المعهد الاقليمى هو المؤسسة الابن للمركز الإقليمى لتكنولوجيا المعلومات و الذى يديره بنجاح متميز الاخ الدكتور محمود رزق والجديد فى هذا العام ان المعهد يحتفل بعامة العاشر و إسهاماته فى تخرج 1100 ماجستير فى الادارة والتكنولوجيا (الف و مائة ماجستير ) بالتعاون مع عدة جمعت عالمية و كذا تدريب من احدى عشر الف مدير من المنطقة العربية والعلم المنافس و قبل الصعود للمنصة للاحتفال بالخريجين ذكر لى رئيس مجلس الامناء بمعهد ماستريخت الهولندى وهو يرأس المجلس الاعلى للجامعات الهولندية ان خريجين المعهد الاقليمى من الشباب المصرى والعربى اصحاب افضل رسائل ماجستير فى كل هذه الجامعات والمعاهد وان علينا ان نفخر بهذا ورجعت بالزمن الى بداية الحلم و الفكرة ولشريف كامل و ياسر كاظم و خالد وهبة شباب من مصر قد انشاء المعهد عبر تحديات كثيرة و كانت سعادتى بالغة ان ارى النجاح فى تعليم ابناء الوطن ما اعظمة من عائد و اجملة من استثمار حين يتحقق النجاح بتفوق الشباب واعد كل منه هو قيادة وطنية قادمة وتحية لمن رعى بإيمان و حب السيد/ عبد اللطيف الحمد والدكتور/ عاطف عبيد.

اما القاء الثانى فكان فى شرم الشيخ حيث حضرت ختام برنامج اعداد القيادات التنفيذية والذى يتم مع جامعة هارفارد وتتبناه جمعية جيل المستقبل وشمل الاقتصاد والقيادة والتخطيط الاستراتيجى و تكنولوجيا المعلومات و التمويل والتفاوض وكان التميز الفكرى والمعرفى ملحوظا لأربعين من المشاركين نصفهم من مصر وشهدت حوارا وطنيا رفيعا بين السيد جمال مبارك رئيس مجلس إدارة جمعية جيل المستقبل والشباب ورأيت قيادات جيل المستقبل المشرق بإذن الله كل منهم نموذجا رائعا لما نريد ان نراه فى كل مجالات العمل و برز هذا فى سؤال طرحة احد اساتذة هارفارد على الجمع عن رأيهم فيما يجب القيام به فى عصر العولمة وتأثيرها على الشرق الاوسط و عما يحدث فى عالم متغير و يتغير وعولمه تتباين الاراء فيها وعرض خمس مجموعات لأرائهم ومداخلاتهم اتفق الشباب على ان العولمة قد بدأت وانة يجب ان نفكر فيها بايجابية وكيف نستفيد منها وان نراجع ما لدينا من استراتيجيات و خطط و الاهتمام خاصة بالتعليم وبالتنمية الاقتصادية للتغلب على فجوة التنمية مع الحفاظ على هويتنا وتراثنا.

وتساءلت عن سر سعادتى و تفاؤلى بعد كل هذه اللقاءات وجدته سببا واحدا هو جيل مصر الجديد سواء كان بالجامعة او حاصل للتو على درجة الماجستير او لقيادات تنفيذية ممارسة متميزة شباب وطنى صادق واعد علينا فتح كل الطرق لهم … والدعاء بان يحرسهم الله .