جريدة الأخبار – الأربعاء 3 فبراير  2002
ادارة الأزمات واتخاذ القرار

هل هناك انسان لم يتعرض لأزمات ؟ الأزمات هي جزء مما نتعرض له في حياتنا كأفراد أو كشركات أو دول أو أمم أو كمجتمع عالمي. لا اعتقد انه يوجد فرد أو عائلة لم تتعرض لأزمة،لا يوجد مدير أو شركة لم تتعرض لأزمات. لا توجد دولة أو مجتمع لا يواجه أزمات بل أن عالمنا هو عالم أزمات متتالية.

وأنواع الأزمات وتقسيماتها متعددة فمنها ما هو بفعل القدر مثل الزلازل والبراكين والفيضانات والجفاف وغيرها ومنها ما هو بفعل البشر يصنعون الأزمات بما يفعلونه عن عمد أو عن جهل ومنها ما هو تأثيره كبير ومنها ما يطول تأثيره. شاركت فى الثمانينات في صياغة منهجيات عن إدارة الأزمات وبدأت بدعوة لندوة من عالمين هم بول جراى ، وعمر الساوي شاركت فيها في جامعة جنوب كاليفورنيا وانتهت بمرجع وكتب – بالمشاركة مع آخرين – تدعو لإدارة الأزمات والى جيل من الشباب المصري قام بتطبيق وممارسة إدارة الأزمات عمليا .. وباختصار شديد تتطلب مواجهة أي أزمة بغرض الخروج منها: أولا: قيادة تتسم بالهدوء وعدم الانفعال بل باقتناع تام بالمواجهة العقلانية والعلمية والعملية لجوانب الأزمة ومراحلها. ثانيا: معلومات فلا يمكن تحديد أو تحجيم الأزمة وتأثيرها والعوامل المؤثرة فيها إلا من خلال توفر المعلومات الصادقة والواضحة والأمنية. ثالثا: إدارة الأزمة ومتابعتها فى كل مراحلها وتحديد المدير المسئول عن إدارتها بل والفرق والقيادات التنفيذية للخروج من الأزمة ومسئولية كل منها. رابعا: اتخاذ القرار الأزمات عادة سريعة ومتغيرة وحادة ومعظمها لم يحدث من قبل و بها عوامل لا يمكن التحكم فيها.. وتتطلب اتخاذ قرارات مرحلية وحاسمة.. لذا لا يمكن فصل اتخاذ القرار من المسئول عن إدارة الأزمة من المعلومات. خامسا: المشاركة من المتأثرين والمحاطين بالأزمة فلا يمكن فصل تأثير الأزمة من المتأثرين بها لذا من الواجب والمسئولية مشاركتهم بالمعلومات والمعرفة والحقائق دون إثارة أو تهويل أو تداعيات. فعلي مستوي العائلة لو مرض أحد أفرادها فانه يجب علي الطبيب المعالج أن يوضح حقيقة المرض له ولأسرته وعلى مستوي الشركة إذا تعرضت الشركة لأزمة فان ذلك يتطلب الوضوح والمشاركة مع العاملين بالشركة فهو حق وواجب كي يقوم كل منهم بتحمل مسئوليته.. وعلى مستوي الدولة – هذا مطلوب أيضا – وحتمي أن يعلم المجتمع بوضوح واقع الأزمة وبرنامج حلها والمسئول عن إدارة كل مكون في هذا البرنامج ودور كل مواطن وكل مدير مسئول في حل الأزمة.

هذه المقدمة الطويلة محاولة لإيضاح كل ما يحس به المواطن والعائلة والمدير بل والدولة بل والعالم. نحن فى أزمة تراها على وجوه الناس وفي حديث كل مدير ورب عمل. نحن فى مصر فى أزمة اقتصادية تزداد حدتها مع عدم مواجهتها، وعدم إدارة الأزمات بدقة وبوضوح يمكن الخروج منها فأرجو: (1) إعداد ملف كامل عن توصيف واقع الأزمة التى نعيشها بالمعلومات. (2) أن يتم الإنتهاء من صياغة البرنامج المتكامل للإصلاح والخروج من الأزمة. (3) الإعلان عن برنامج الإصلاح الاقتصادي الجديد. (4) توفير المعلومات الدولية الدورية اللازمة لوضوح الرؤية لكل المصريين فى كل القطاعات. (5) متابعة تنفيذ البرنامج بدقة وبجدية .

لقد قمنا من قبل وفى عهد مبارك بمعجزة للخروج من أزمات ما قبل الثمانينات كتبت وستكتب له.. لا نريد الآن البكاء على الماضي فلدينا من العقول من يستطيعون تنفيذ ذلك مرة أخري.. وأقولها بوضوح ودقة ومعلومات – وأنا شاهد علي عصر – يمكننا الخروج من الأزمة … وللحديث بقية


  489
ارسل بالبريد الالكتروني
طباعة
المقالات من الأحدث إلى الأقدم المقالات من الأقدم إلى الأحدث
جريدة الأخبار – الأربعاء 3 فبراير  2002
ادارة الأزمات واتخاذ القرار
هل هناك انسان لم يتعرض لأزمات ؟ الأزمات هي جزء مما نتعرض له في حياتنا كأفراد أو كشركات أو دول أو أمم أو كمجتمع عالمي. لا اعتقد انه ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 27 يناير  2002
شعبية الانترنت الفرص والتحديات (3)
كانت الانترنت مجانية عند دخولها ولمدة 3 سنوات في اوائل التسعينات بواسطة مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ثم تم نشرها من خلال شركات ...
جريدة الأخبار – الأربعاء 20 يناير  2002
شعبية الانترنت (2)
استعرضنا في الأسبوع الماضي تطور دخول الانترنت في مصر عبر 10 سنوات وشمل ذلك المرحلة الاولي دخول التوعية المجتمعية لنشر الانترنت علي ...
 صفحة:  <<السابقة 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18
بحث جميع المقالات
2015
2014
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2004
2003
2002
2001
 
الموقع الرسمي للدكتور هشام الشريف
جميع الحقوق محفوظة ©